عربية ودولية

الأمم المتحدة: نزوح 100 مليون شخص بالمنطقة العربية خلال 2022

شهد العام الماضي 2022 نزوح أكثر من 100 مليون شخص في المنطقة العربية، غالبيتهم من النساء والأطفال، حيث تواجه المنطقة مجموعة من الأزمات المتشابكة من الحروب إلى الكوارث الطبيعية، حيث تم إجبار نحو 22 مليون شخص على عبور الحدود كلاجئين، بينما لا يزال أكثر من 52 مليونا نازحين داخل بلدانهم. 

ووفقا لحوار أجراه، الموقع الرسمي لأخبار الأمم المتحدة، مع المديرة الإقليمية لصندوق الأمم المتحدة للسكان، ليلى بكر، التي تشارك في معرض ومؤتمر دبي الدولي للتنمية والإغاثة المعروف اختصارا باسم “ديهاد”، يركز مؤتمر هذا العام على مسألة الربط بين الطاقة والمساعدات الإنسانية.

وقالت “بكر”: “يسلط المؤتمر الضوء على كيفية التعامل مع قضايا الطاقة والمساعدات الإنسانية والقضايا التنموية للحد من هذه الأزمات واتخاذ خطوات للأمام للحد من الانزلاق في القضايا البيئية التي تؤدي إلى هذه الأزمات”، موضحة: “نعلم، إن القضايا التي تتسم بأهمية قصوى في العالم حاليا هي قضايا الطاقة، وقضايا السلم والأمن، والقضايا الاقتصادية، وفي المحاور الثلاثة، فالنساء عادة مهمشات فيما يتعلق باتخاذ القرار”.

وتابعت: “نحاول في هذا المؤتمر أن نركز على 3 أمور: المحور الأول، التقاطعات ما بين الطاقة والأزمات ودور المرأة في ذلك، وليس فقط التأثير عليها، لأنه لا شك أن للأزمات تأثيرا بشكل عام على المجتمعات، فنربط ما بين قضايا النزوح والحماية على سبيل المثال”.

وتابعت قائلة: “كنتُ في حلب قبل 3 أسابيع، وشاهدت بأم عيني كيف يشكل عدم وجود الكهرباء والإضاءة عبئا وخطرا على النساء في بيوتهن، فلو كانت الطاقة شمسية متوفرة في بلد مثل سوريا بها شمس ساطعة لما تأثرت النساء من أزمة الطاقة.. نحن بحاجة لأن تدمج التكنولوجيا والطاقة مع القضايا الإنسانية”.

وقالت “بكر”: “نحن نركز على القضايا المهمة بالنسبة لأي بلد وأي حالة، على سبيل المثال تقليل وفيات الأمهات، حيث تزيد وفيات الأمهات في الأزمات نتيجة عدم إمكانية الوصول، وهذا يرتبط بالمواصلات، تكلفة المواصلات، بالإضافة إلى تأخر وصول المواد الطبية وتحضير المستشفيات والمراكز الطبية لإجراء عمليات الولادة بشكل سليم”.

وتابعت: “نركز على هذا الارتباط وضمان هذه العناصر في كافة الأماكن التي تعاني أزمات، حتى لا تكون النساء مهمشات ولكي نضمن أن تكون هناك ولادات سليمة.. على سبيل المثال، نتوقع أن تنجب ما يقارب من 37 ألف امرأة في غضون الأشهر الثلاثة القادمة في المناطق المتأثرة بالزلازل في سوريا”.

وشددت: “لذلك، يعد وجود مستشفيات وعيادات كافية مسألة مهمة للتعامل مع هذه القضايا الإنسانية والإنجاب الآمن، نحن نحاول أن نضمن الوقود والمساعدات، ونضمن الطواقم الطبية وتزويد المراكز الصحية بهذه الموارد”.

وأكدت المسؤولة الأممية، “أن قضايا المرأة السورية ستكون واحدة من الأولويات التي نركز عليها خاصة وأن الزلزال جاء بعد 12 سنة من أزمة سياسية وحرب قائمة، وقد فاقم ذلك من حدة الأزمات واستنزف الموارد القليلة المتبقية”.

وأوضحت: “نحن نسلط الضوء على كيفية التعامل مع الأزمات المعقدة مثل الأزمة في سوريا والقضايا الإنسانية المرتبطة بالنساء مثل الحماية من العنف وخاصة العنف في المراكز والأماكن المكتظة نتيجة النزوح، وقضايا الولادة الآمنة والقضايا النسوية والتعامل مع النزوح بشكل عام”.

وحول الجهود الرامية للتصدي لظاهرة التغير المناخي المراعية للمنظور الجنساني، قالت “بكر”: “أجريت زيارتين خلال الأشهر الستة الماضية للصومال وزرت أماكن النزوح، توجد الأغلبية الساحقة فيما يسمى بالمخيمات وغالبية الموجودين في هذه المخيمات هم من النساء والأطفال.. هذه المراكز هي عبارة عن بيوت مبنية بشكل عشوائي، لقد قرروا السكن بعيدا عن أماكنهم الأصلية نتيجة الجفاف، الذي ظل يحدث بشكل متكرر في الصومال.. لقد أثرت هذه الأزمة على العائلات التي ترعى الماشية وهي تفتقر لخدمات الصحة، التعليم، المياه الصالحة للشرب وللعناية النفسية، وللحياة الكريمة”.

وأوضحت: “مثلا الفتاة البالغة من العمر 12 سنة التي حرمت من المدرسة بسبب النزوح، وأصبح مستقبلها مهددا، نحن نحاول أن نقدم لهن المساعدات الآنية أولا مثل التعليم والصحة، ونحاول أن نضع حدا لهذه الأزمات ببناء مصادر مياه مثل سد الصومال حتى يتمكن الناس من الحصول على المياه في فصل الجفاف وبالتالي تفادي النزوح”.

المركز الوطتي لعلاج الأورام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى