أقامت السلطة المحلية بمحافظة ريمة، اليوم، مجلس عزاء في مدينة مأرب للشيخ العلامة صالح حنتوس، الذي استُشهد مع حفيده إثر قصف شنّته مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من النظام الإيراني على منزله ومسجده في مديرية السلفية بمحافظة ريمة، الأسبوع الماضي.
وشهد مجلس العزاء حضورًا لافتًا لعدد من أعضاء مجلس النواب، ووكلاء الوزارات، ومسؤولين محليين من عدة محافظات، إلى جانب جمع كبير من العلماء والدعاة والمشايخ والوجهاء، وشخصيات اجتماعية ومواطنين، قدموا لتقديم واجب العزاء في الفقيد.
وألقيت في المجلس عدد من الكلمات من قبل نائب رئيس مجلس الشورى عبد الله أبو الغيث، ومحافظ ريمة اللواء محمد الحوري، وعضو مجلس النواب منصور الحنق، ووكيل وزارة الثقافة عبد الرحمن النهاري، ووكيل محافظة مأرب علي الفاطمي، إضافة إلى كلمة عن أسرة الشهيد.
وأكدت الكلمات أن اغتيال الشيخ صالح حنتوس يُعد جريمة نكراء تجسد استمرار نهج مليشيا الحوثي العدائي ضد العلماء والدعاة والشخصيات الوطنية والقبلية الرافضة لمشروعها التدميري.
وأشار المتحدثون إلى أن الفقيد كان رمزًا للحكمة والاعتدال، وصوتًا قويًا في وجه الانقلاب الحوثي، مؤكدين أن اغتياله يمثّل خسارة لليمن بأكملها، وأن الجريمة لن تمر دون محاسبة، وستبقى دماؤه أمانة في أعناق كل الأحرار حتى تتحقق العدالة وتتحرر البلاد من هذه الجماعة الإرهابية.
ودعا المشاركون إلى التكاتف ورص الصفوف في مواجهة المشروع الحوثي، مشيرين إلى أن التضحيات التي يُقدمها أبناء ريمة وغيرهم من أبناء الوطن هي السبيل نحو استعادة الدولة ومؤسساتها.
كما اعتبر الحضور هذا اليوم يومًا مشهودًا في وداع أحد أعلام العلم والدعوة في اليمن، مؤكدين أن استهداف الشيخ حنتوس بهذه الطريقة الإجرامية يعبّر عن سلوك ممنهج للجماعة الحوثية التي تواصل محاولاتها لإسكات صوت الحق والاعتدال.
وأدان المشاركون الجريمة بشدة، معتبرين إياها امتدادًا لسلسلة من الجرائم والانتهاكات التي مارستها المليشيا ضد العلماء والدعاة والمؤسسات التعليمية والدينية.
وشدّدوا على ضرورة التحرك الجاد على المستويين الرسمي والشعبي لوقف الاستهداف الحوثي المتواصل، خصوصًا ضد الشخصيات الدينية والعلمية التي تُعد ركائز الاستقرار الفكري والديني للمجتمع.
كما دعوا إلى مواصلة مسيرة الفقيد العلمية والدعوية، وتعزيز جهود التوعية لمواجهة الفكر المتطرّف، مشيرين إلى أن استهداف العلماء ودور القرآن يُعد عدوانًا على التعليم الديني المعتدل وسعيًا لإقصاء الأصوات المناهضة للطائفية والتطرّف.
واختُتم المجلس بعدد من القصائد الشعرية التي تناولت مناقب الشهيد وأدواره الوطنية، وإسهاماته في نشر التنوير والاعتدال، وقد لاقت إعجاب وتقدير الحاضرين.


