أخبار اليمن

الشرق الاوسط : «الكوليرا» يزاحم «كورونا» مسجلاً 150 ألف إصابة في مناطق الحوثيين

على الرغم من التفشي السريع لفيروس «كورونا المستجد» في مناطق سيطرة الميليشيات الحوثية في اليمن، فإنه لم يتجاوز حتى الآن منافسه «الكوليرا» الذي أفادت مصادر صحية لـ«الشرق الأوسط» بأنه أصاب قرابة 150 ألف شخص خلال خمسة أشهر فقط.
وتشير التحذيرات الأممية والحقوقية في هذا السياق، إلى إمكانية أن تضع الأوبئة في مناطق سيطرة الانقلابيين أرواح مئات الآلاف في أخطار صحية محققة، بخاصة في ظل الفساد الإداري للجماعة الحوثية وإمعان قادتها في تدمير القطاع الصحي ونهب المساعدات الإنسانية وتحويلها إلى جزء من مجهودها الحربي.

ومع تلك السلسلة من التحذيرات من جراء تفشي «الكوليرا»، كشفت مصادر طبية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إحصائية جديدة تؤكد إصابة أكثر من 150 ألف شخص بوباء «الكوليرا» في صنعاء العاصمة وخمس محافظات أخرى واقعة تحت سيطرة الانقلابيين الحوثيين منذ بداية العام الجاري 2020.

وأكدت المصادر أن العاصمة صنعاء تصدرت المرتبة الأولى من حيث عدد الإصابات بمرض «الكوليرا»، تلتها محافظات صنعاء وإب والمحويت وحجة وذمار تباعا. وأشارت إلى أن إجمالي عدد الوفيات جراء «الكوليرا» في تلك المناطق وخلال الفترة نفسها بلغ نحو 2400 حالة وفاء.

وأطلقت المصادر الطبية تحذيراتها بأن مئات الآلاف من اليمنيين يواجهون حاليا خطر موجة جديدة من وباء «الكوليرا» الذي اجتاح مؤخرا عددا من المدن اليمنية خاصة تلك الواقعة تحت سيطرة الجماعة.

كما حذرت من اتساع رقعة المرض، خصوصا إذا لم تُتخَذ تدابير صحية عاجلة تحول دون ذلك، خاصة مع موسم الأمطار الحالي الذي يتسبب في انتشار أوسع للأمراض والأوبئة.

وبحسب تلك المصادر التي تحدثت إلى «الشرق الأوسط»، تأتي موجة الكوليرا هذه بعد ثلاث موجات سابقة اجتاحت اليمن منذ عامي 2016 و2017، في وقت يعاني فيه اليمن من تدهور حاد في الخدمات الصحية والمياه والصرف الصحي جراء الانقلاب الحوثي المشؤوم الذي ألحق خسائر فادحة بالبنى التحتية.

واعتبرت المصادر أن موسم الأمطار الحالي والتلوث البيئي المصحوب مع السيول وانعدام الخدمات، واستمرار الانتهاكات والممارسات الحوثية بحق ما تبقى من القطاع الصحي بصنعاء وبقية المناطق تحت سيطرة الجماعة تعد من الأسباب الرئيسية التي تقف وراء تفشي «الكوليرا» وغيره من الأمراض والأوبئة.

وأكد طبيب أطفال في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن «الكوليرا من الأمراض والأوبئة الخطيرة التي تتسبب بإسهالات حادة يمكن أن تؤدي خلال ساعات فقط إلى وفاة المريض، إذا لم يخضع للرعاية الطبية والعلاج المتواصل، حيث إن أغلب الضحايا هم من شريحة الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات، خصوصا ممن يعانون من سوء تغذية حاد».

وأشار إلى أن مناطق بصنعاء لا تزال تشهد ارتفاعا كبيرا في الإصابة بهذا الوباء الناجم عن عدوى بكتيرية تنتقل عن طريق المياه.

وبينما كشف طبيب الأطفال، الذي طلب عدم ذكر اسمه لأسباب تتعلق بحمايته، عن أن الحالات التي تصل عيادته في العاصمة بشكل يومي غير مطمئنة مع وجود تزايد في عدد الإصابات من شريحة الأطفال، أوضح أنه إذا تم رصد الإصابة مبكرا فيمكن علاج الإسهال الحاد للحالة بمحاليل معالجة الجفاف.

وفي الوقت الذي تعج فيه ما تبقى من المنشآت والمرافق الصحية في العاصمة صنعاء ومدن يمنية أخرى خاضعة للانقلابيين بأعداد المصابين بجائحة «كورونا» وإحجام بعضها وإغلاق أخرى أبوابها أمام المرضى نتيجة تعسفات وبطش وابتزاز الحوثيين، يعاني مرضى «الكوليرا» الأمرين في ظل استمرار رفض استقبالهم وتقديم الرعاية الطبية لهم.

وتحدث مواطن يمني في حي «مذبح» بصنعاء رمز لاسمه بـ«ن. و.» إلى «الشرق الأوسط» عن قصة صراع ومعاناة عاشتها أسرته قبل أيام مع «الكوليرا»، مؤكدا أنه وبعد إصابة أطفاله الثلاثة «قيس وإحسان وعلاء» بمرض الكوليرا، قام بإسعافهم إلى مرفق صحي حكومي قريب من الحي، وحينها تفاجأ برفض القائمين على المرفق استقبال أبنائه بحجة انشغالهم بما هو أهم وهو استقبال وفحص الحالات المشتبهة بـ«كورونا» وبناءً على تعليمات حوثية صادرة لهم.

وفي سياق سرده تفاصيل صراع أبنائه مع المرض، أشار إلى أنه بعد عودته لمنزله وقيامه ببعض الخطوات والإجراءات العلاجية المنزلية تماثل ولداه «قيس وإحسان»، للشفاء لكنّ علاء ذا الـ15 شهرا ولضعف مناعته وصغر سنه، أسلم نفسه وذهب ضحية لهذا الوباء القاتل وفارق الحياة.

المركز الوطتي لعلاج الأورام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى