أخبار اليمن

عودة الحوثي إلى شبوة تثير مخاوف في حضرموت

 

لا تختلف كثيرا نظرة أهالي محافظة حضرموت (جنوب شرقي اليمن) إلى مليشيا الحوثي، عن تنظيم القاعدة، فخطر الجماعتين الإرهابيتين متساو بنظر السكان، مع فارق في الطبيعة والمستوى.

لكن شريحة من السكان، الذين عاشوا قرابة عامين تحت وطأة حكم “القاعدة”، بعد سيطرة التنظيم على مدينة المكلا في العام 2015، يرون في مليشيا الحوثي، خطراً أكبر عليهم، خاصة مع اعتمادها نهجا يقوم على تغيير ثقافة وعقيدة المجتمعات المحلية بمجرد أن تسيطر على منطقة ما.

ويقول سكان في أحاديث الى إن تنظيم القاعدة، كرس وجوده في حضرموت لهدم المؤسسات الحكومية المدنية والعسكرية والأمنية واستبدالها بمراكز يقودها عناصره فقط؛ بهدف بناء إمارة ذات طابع ديني متطرف.

وطبقا لهؤلاء تركزت أطماع التنظيم الإرهابي، على إحكام السيطرة على موارد وعائدات حضرموت الغنية بالنفط إضافة إلى تحصيل الضرائب، بعد الاستيلاء على أموال الدولة من البنك المركزي بمدينة المكلا.

وأشاروا إلى أن الأهالي غضوا الطرف، عن وجود عناصر التنظيم الإرهابي في المدينة، من منطلق أنه لم يخض في الجانب الديني والعقائدي ولم يستخدم القوة لفرض معتقدات دخيلة على المجتمع، من دون إغفال بديهية أن الفترة الزمنية التي استولى فيها “القاعدة” على المكلا، لم تكن كافية لتكوين انطباع شامل عن مشروعه.

 

عودة الحوثي إلى بيحان تثير قلق حضرموت

في الأثناء، تصاعدت وتيرة المخاوف والتحذيرات لدى أهالي حضرموت، من احتمال سيطرة مليشيا الحوثي، على كامل محافظة شبوة، بعد استيلائها على “بيحان”، كونها البوابة الرئيسية لمحافظة حضرموت، والمحافظات الجنوبية الشرقية لليمن. 

وتزيد تجربة الحوثيين في المناطق القابعة تحت سيطرتهم حاليا في شمال اليمن، من مخاوف الأهالي في ساحل حضرموت، مما قد تمارسه الجماعة، في حال وصلت إلى مناطقهم، خاصة مع ما يبدو “تطبيعا صامتاً من جانب حزب الإصلاح الإخواني مع الواقع الجديد في بيحان”.

ويعزز هذه المخاوف، مباشرة المليشيا الحوثية، تكريس فكرها الطائفي المنحرف، في مديريات بيحان شبوة وعمدها إلى ممارسة طقوس دينية ومذهبية دخيلة على السكان، بمجرد أن استولت على المديريات الثلاث دون قتال.

وحول الحوثيون المدارس في مناطق سيطرتهم، إلى ما يشبه معسكرات مذهبية؛ كما يستغلونها لتفخيخ عقول النشء والشباب بأفكارهم الطائفية تمهيدا لزجهم في جبهات القتال ضد اليمنيين.

وتسابق المليشيا الزمن، لـ”تطييف” مديريات عين وعسيلان والعليا غربي شبوة، بينما تلتزم السلطة المحلية والوحدات العسكرية الموالية للإخوان، في المحافظة، دور المتفرج، ما يعزز تواطؤها في تسليم المنطقة.

والأسبوع الماضي، أجبرت مدارس بيحان، على إعادة فتح أبوابها، بعد تعليق العملية التعليمية، لكن التلاميذ قاطعوها ولم يحضر إلى فصول الدراسة غير عدد محدود وغادروا بعد الطوابير الصباحية.

وفي وقت سابق جمع الحوثيون عدداً كبيراً من رجال الدين وزعماء وأعيان قبائل بيحان، ونقلوهم إلى صنعاء لعقد لقاءات مع قيادة الجماعة هناك.

المركز الوطتي لعلاج الأورام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى