اشتعلت النيران، اليوم الخميس، في مخزن للزيوت وإطارات السيارات في مرفأ بيروت بعد أكثر بقليل من شهر من انفجار هائل دمر المرفأ والمنطقة السكنية المحيطة به في العاصمة اللبنانية.
وأعلن وزير الأشغال في حكومة تصريف الأعمال ميشال نجار أنّ حريق المرفأ بات تحت السيطرة. وكشف أنّه سيكون هناك تحقيق بعد إخماد النيران، مشيراً إلى أنّ المعلومات الأولية تفيد بأن “أحدهم كان يقوم بورشة تصليح مستخدماً صاروخاً، ما أدى إلى تطاير شرارة واندلاع الحريق”.
ولفت إلى أنّ الحريق اندلع في مستودع بعيد عن العنبر رقم 12، “وعلينا الانتظار لإجراء دراسة شاملة حول ما جرى وحول مدى توفّر معايير السلامة العامة”.
وشب الحريق في المنطقة الحرة المدمرة بالمرفأ ودفع بعض السكان للفرار من المدينة التي لا تزال تعاني صدمة الانفجار الذي وقع الشهر الماضي وبدأ باندلاع حريق في المرفأ أيضا. وأثار الحريق حالة من الهلع في بيروت وعلى مواقع التواصل الاجتماعي.
وذكر مصدر عسكري أن المؤشرات الأولية تفيد بأن الحريق بدأ عندما اشتعل زيت طهي في المرفأ وانتشر إلى محلات الإطارات. وعند نقطة ما، أظهرت لقطات تلفزيونية على الهواء مباشرة النيران وهي تستعر قرب كومة من الإطارات في مستودع مدمر.
وألقت طائرات هليكوبتر تابعة للجيش المياه على الحريق في الوقت الذي كافح فيه أفراد الإطفاء لإخماده على الأرض.
ولم ترد تقارير بعد عن وقوع إصابات جراء الحريق لكنه أثار قلق سكان البلد الذي يواجه أزمة اقتصادية طاحنة تمثل أكبر تهديد لاستقراره منذ الحرب الأهلية التي دارت رحاها بين عامي 1975 و1990.
وما زالت بيروت تلملم جراحها بعد انفجار الرابع من أغسطس/آب الذي أودى بحياة نحو 190 شخصا وأدى لإصابة أكثر من ستة آلاف آخرين. ودمر مساحة شاسعة من بيروت بالقرب من المرفأ. ونتج الحادث عن انفجار كمية ضخمة من نترات الأمونيوم ظلت مخزنة في الميناء لسنوات دون مراعاة لإجراءات السلامة.
وأثار اندلاع الحريق الخميس شكوكاً لدى سياسيين وحقوقيين تساءلوا عن سبب اندلاعه في “مسرح جريمة”.
وسأل رئيس حزب الكتائب سامي الجميل، الذي قدّم استقالته من البرلمان إثر انفجار 4 آب/أغسطس، “كيف يمكن أن يندلع حريق جديد رغم وجود كافة الأجهزة الأمنية والقضائية في مسرح جريمة مرفأ بيروت؟”.
وتحقّق السلطات في انفجار المرفأ الذي عزته إلى 2750 طناً من مادة نترات الأمونيوم كانت مخزنة منذ أكثر من ست سنوات داخل العنبر رقم 12 من دون إجراءات وقاية كافية.