تقارير

كهرباء وادي حضرموت بين حر وموت :

صدى الوادي/  تقارير

زادت وتيرة انقطاع التيار الكهربائي على مناطق وادي وصحراء حضرموت خلال الآونة الاخيرة وازدت وتيرتها شدة خلال شهر رمضان المبارك من بدايته وحتى نهايته لاسيما أن وادي حضرموت يعيش صيف محرق تتراوح درجة حرارته هذه الأيام بين الـ40 – 43 درجة في النهار وتنخفض ليلاً ، ليعيش المواطن حالة من التلذذ بالكهرباء فترة ويعاني منها فترة أخرى .

بداية المعاناة :

بدأت المعاناة من نهاية فصل الشتاء وحلول الصيف في مارس 2016م حيث قرر اعضاء من منظمات المجتمع المدني ومؤثرون فيه بوادي حضرموت على عقد ورشة عمل لحلول ومعالجة مشكلة الكهرباء بالوادي قبل حلول الصيف وانقطاعات الكهرباء المتكررة ، بدأت الورشة واجتمع فيها نخبة من مندوبي الشركات الكهربائية الوطنية ومدراء عموم مكاتب الوزارات والهيئات الادارية بالوادي ومثقفون واعلاميون لمناقشة مشكلة الكهرباء التي تعد عصب الحياة في وقتنا الحالي لتنطلق منها الحلول والمشاكل ، في تلك الاثناء قام مالك المحطة الغازية بقطع التيار الكهربائي عن جميع مناطق وقرى وادي حضرموت ليعلن من خلالها تنبيه واشارة للمتحاورين أن عليكم حل مشكلة الغازية وسداد ما عليكم من متأخرات ثم عالجوها ، واستمر انقطاع التيار الكهربائي عن وادي حضرموت أكثر من 12 ساعه متواصلة ومن ثم عودتها 4 ساعات وانقطاعها مجدداً ، بعدها بأيام من نفس الشهر (مارس) تم توقيع عقد اتفاق بين مالك المحطة الغازية و السلطة المحلية بعدد من الشروط لإعادة خدمة التيار الكهرباء وتشغيل المحطة الغازية بالقطاع 10 خرير لتعود بعد ساعات من الانقطاع الكهرباء في فرحة واستغراب من الاهالي ، وخرجت حلقة النقاش بعدد من التوصيات اهمها : ( القيام بحملات تستهدف متأخرات التيار الكهربائي وبالتقسيط المناسب لذوي الدخل المحدود وضمان عدم تراكمها مستقبلا ، ووقف نزيف الأحمال الناتج عن الربط العشوائي ، ووضع دراسة لربط ( 20 ميقا) وامكانيه احلال مشاريع الاستثمار الوطني بدلاً عن المتعاقدين الحاليين ، وكذا المطالبة بتوفير دعم وقطع الغيار وزيوت لآلات الكهرباء المتهالكة وتغييرها ، ووضع تصور لمعالجة الخزانات الخاصة في الضبة بنقل النفط براً إلى مصافي عدن ومأرب بعد تامين الطرق, وتصور آخر لتفريغ خزانات بترومسيلة في المواقع الخاصة بالشركة بحسب نفس الآلية ) .

مرت الورشة وعاد التيار الكهربائي ليعود مالك المحطة الغازية مراوغته في (يونيو ، حزيران) وأول ايام شهر رمضان المبارك ويقطع التيار الكهربائي عن وادي حضرموت مجدداً لأكثر من 22 ساعه ليعلن أنقاضه للعهد والتوقيع المبرم بتاريخ 29 مارس 2016م والذي ينص بدفع الميزانية التشغيلية والتي تقدر بـ30مليون ريال يمني للكهرباء الغازية على أن تستمر في العمل دون توقف، وقد وافق مالك المحطة على هذا الاتفاق وتم التوقيع عليه من قبل اطراف السلطة المحلية بالوادي والمؤسسة العامة للكهرباء لكن عاد لقطع التيار وبطريقة مثالية ومحترفة عبر الاقمار الصناعية من بيتة في العاصمة صنعاء ويغلق المحطة كاملاً ويخرجها عن الخدمة ؛ ليصعب كسر شيفرتها ورقمها السري ، وتآلفت الجهود وتظافرت ودب المهندسون الحضارمة العاملون في القطاع 10 وشمروا لإعادة الكهرباء إلى ما كانت عليه قبل انقطاعها ويحاول المهندس / هشام السعيدي الذي تواجد في مقر شركة بترومسيله بمعية مدير عام الامن والشرطة بالوادي العميد/ سعيد علي العامري على اعادتها واحضار مهندس باكستاني ليقوم بفتح الشيفرة ، لكنه راوغ حتى تم إعادة تشغيل المحطة الغازية وفصل برنامج التحكم عن بعد وربط المكائن لتدخل خدمة التوصيل الكهربائي للمواطنين .

خطوات عاجلة لتحسين الكهرباء :

على ذات السياق عقدت مجموعة ‘حضرموت بيتنا‘ التي تضم نخبة متنوعة التخصصات والخبرات العملية الذين يعكسون المعاناة المستمرة للناس البسطاء ومجتمعنا المحلي في وادي وصحراء حضرموت عقدت اجتماع بوكيل محافظة حضرموت لشئون مديريات الوادي والصحراء الاستاذ / عصام حبريش الكثيري نهاية شهر مايو من العام الحالي لمناقشة سير مخرجات حلقة نقاش ورشة العمل “الكهرباء الحلول والمعالجات” التي عقدت في مارس ووضع حلول عاجلة لتحسين وضعها المتردي ، ووضع الوكيل الكثيري عدد من الخطوات العاجلة التي لم تنفذ حتى الوقت الحالي والتي تتمثل باستكمال الدراسة الفنية المطلوبة لربط مولدات تقدر بـ20 ميجاوات في شركة بترومسيلة بشبكة كهرباء وادي حضرموت ، وسرعة القيام بحملة إزالة الربط العشوائي للتيار الكهربائي من بعض المزارعين وغيرهم بمشاركة قوة أمنية وعسكرية لإلزامية التنفيذ ، وقيام الكهرباء بتحصيل قيمة التيار وسداده من كافة المستهلكين مع دراسة وتنفيذ الجهات المعنية بالكهرباء ؛ ويضل المواطن يستمع لتلك الوعود لكن دون عمل أو تنفيذ على الواقع العملي .

اعفاء مدير عام الكهرباء عن منصبة لرفضة صفقة فساد :

في وقت قريب اصدر محافظ محافظة حضرموت اللواء / احمد سعيد بن بريك قراراً بإعفاء مدير كهرباء الوادي / فكري العامري عن منصبة على خلفية قرار منع صفقة شركة الاهرام للطاقة الكهربائية حيث كانت ستمد الوادي بالطاقة الكهربائية وبأسعار باهظه ستعيد ترميم الكهرباء المستخدمة حالياً (قريو) بأضعاف ، ووصف “العامري” هذا القرار بالـ(المجحف) ، مضيفاً في حوار صحفي نشر سابقاً أن الحلول المطروحة لتعزيز كهرباء الوادي تكمن في إمكانية ربط تيار كهربائي بقوة 20 ميقا وات من مولد بشركة بترومسيلة متوقف عن العمل وتم بذلك رفع خطاب للوكيل الاستاذ / عصام الكثيري لتوجيه الشركة ومنطقة الكهرباء للتنسيق والربط ، ولم يأتي الرد إلى هذه اللحظة من السلطة بالوادي ، مؤكداً للرأي العام أنها لا توجد أي إيرادات تذهب إلى صنعاء وأن التحصيل من قبل المواطنين يقومون به لتغطية شؤون الكهرباء والموظفين ، وقال : أن كل تعاملاتهم عبر البنك المركزي بالأرقام مثبته وتوضح ذلك الكشوفات البنكية ، واردف قائلاً “نحن بعيدون عن وسائل الإعلام ولا تجمعني علاقة بأي شخص إعلامي فلهذا ظهرت مغالطات كثيرة وأمور غير صحيحة خلال الفترة السابقة ، معبراً عن استعداده لأي مقابلة صحفية أخرى من أي صحفي لإظهار الحقيقة وتبينها للناس” .

من جانبه أوضح مدير عام المؤسسة العامة للكهرباء بوادي حضرموت المهندس / عبدالقادر الجنيد المعين من قبل محافظ المحافظة اللواء / أحمد بن بريك بأن ما يحصل للكهرباء في هذه الايام ناتج عن ارتفاع الاحمال ودرجة حرارة الجو الذي ادى بدوره إلى انخفاض قدرة محركات قريو وتوربينات الغازية للإنتاج ، وقال الجنيد أن ثلاثة توربينات في المحطة الغازية خارجه عن الخدمة والجاهزية منذ 16 أكتوبر من العام الماضي والثاني منذ 11 مايو الماضي والثالث منذ 25 يونيو المنصرم هذا بالإضافة إلى خروج أحد محركات قريو عن الخدمة من 24 مايو الماضي ، مضيفاً بأن كل هذه العوامل ادت إلى ارتفاع حجم العجز التوليدي للطاقة وأداء إلى زيادة ساعات انقطاع التيار الكهربائي ، مشيراً أن المتابعات مستمرة مع شركة الجزيرة في إصلاح التوربينات المتوقفة بالغازية وأنهم ينتظرون بعد عيد الفطر قدوم بعض المهندسين المختصين من عدن لتقييم طبيعة العطل في المحرك المتوقف في كهرباء الوادي (قريو) .

رأي عام :

ويعبر الناشط / حسن الدقيل بشعورة بالاسى بالشبح الجاثم (الكهرباء) الذي سلب فرحة وبهجة العيد ، ويقول : برغم مرارة الظروف وقسوة الحياة يطل علينا شبح الكهرباء الجاثم على الصدور ومحاولته سلب تلك الابتسامة بيوم البهجة ، ويتابع قوله : الناس هنا بسطاء ببساطة ارواحهم وطيبين بطبيعة فطرتهم الطيبة لكن أولئك البشر ألا منتمين للبشرية واولئك المتلاعبين بمشاعر وحياة الناس لم يفرقوا في وحشيتهم بين عيد ويوم عادي فالمشاعر القديسة التي يعرفوها هو التفنن في اذية الناس بتكرار الإطفاء والزيادة في متاعب الفرحين بهذا اليوم المبارك ومحاولتهم قتل الفرحة والبهجة فيه .

ويصف الاعلامي / محمد باحفين أن الذي يحصل في وادي حضرموت من انقطاع التيار الكهربائي وزيادة ساعات انقطاعه كأنه عقاب جماعي للمواطنين ، ويتابع “كأنهم بهذه الطريقة يوصلون رسالة للمواطنين لماذا رفضتم دخول الـ20 ميقا لشركة الاهرام ـ ذوقوا ما كسبتم ـ ، ويضيف : في الحقيقية من المفترض أن وضع الكهرباء يتحسن مع بداية اعتدال الجو ؛ لكن يتفاجأ المواطن بزيادة ساعات الطفي ، ورجح باحفين أنه وخلال هذه الزيادة يخرج بيان وملاحظات من قبل قيادة الكهرباء تبرر ما يحدث عكس ما نريد (نحن المواطنين) الحلول وليس تبريرات .

من جهته وجه الصحفي / محمد سليمان حديثة لشركة بترو مسيلة الوطنية وإلى العاملين فيها من أبناء حضرموت الشرفاء الذين يضحون بالغالي والنفيس من أجل هذه الأرض وأهلها رسالة مفادها ( اهلكم بحاجة إلى ال 20 ميقا فلا تخذلوهم) ، متمنياً بأن لا يتخذ أبناء توفيق عبدالرحيم أي قرار مجحف بإيقاف الكهرباء الغازية للمطالبة بحقوقهم المالية الناتجة عن صفقة الفساد المغروفه .

المركز الوطتي لعلاج الأورام

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى