الأخبار

قائد الاقتصاد الإسرائيلي يُسحق في الحرب ويعاني من ضياع هذا العام دون فائدة

تتزايد الصدمات على الاقتصاد الإسرائيلي الذي يشهد أكبر ضربة له في قطاع التكنولوجيا، وهو القطاع الذي يقود الاقتصاد ويمثل نصف صادرات إسرائيل وربع إيراداتها الضريبية.

في تقرير لها بعنوان “الحرب تؤثر على كل شيء”، تقول صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية إن قطاع التكنولوجيا الإسرائيلي بدأ يتخلف عن الركب، بحالات متفرقة من زيادات رأس المال الكبيرة، مثل جمع شركة “فاست” الإسرائيلية للبنى التحتية للبيانات نحو 118 مليون دولار، أو تمويل شركة “نكست إنشورانس” بقيمة 265 مليون دولار من قبل شركة أليانس للتأمين، أو توسيع صندوق “إي آي 21” من 53 مليون دولار إلى 208 ملايين دولار، مع مشاركة مستثمرين مؤثرين مثل “إنتل كابيتال” و”كومكاست”.

وشكّل قطاع التكنولوجيا الفائقة 18.1% من الناتج المحلي الإجمالي لإسرائيل في عام 2022، ليصبح أكبر مساهم في الناتج المحلي، وفق بيانات هيئة الابتكار الإسرائيلية، وقد تضاعف إنتاج القطاع إلى 78.6 مليار دولار في العام نفسه، من 34.15 مليار دولار في 2012.

شركة المحاسبة الإسرائيلية، برايس ووتر هاوس إسرائيل، تؤكد أن هناك تراجعاً غير مسبوق في المبيعات والاكتتابات العامة للشركات الإسرائيلية فاق 50% مقارنة بعام 2022، وهو أدنى مستوى خلال 10 سنوات.

وحسب الشركة في تقريرها الذي اطلع عليه بقش، فإن الصفقات التجارية هبطت لمستواها الأدنى منذ عشر سنوات بنسبة تفوق 46% في قيمة الصفقة و23% في عدد الصفقات مقارنة بالعام الماضي، ليبلغ إجمالي الصفقات 9.8 مليارات دولار.

وأصبح قطاع التكنولوجيا الإسرائيلي – الذي كان حيوياً في السابق – أشبه بالملجأ، فنحو خُمس العاملين في كل شركة في القطاع صار يعمل 8 ساعات في دورة العمل الواحدة، دون أفق لعودة الحياة إلى طبيعتها، ما أدى إلى نوع من السبات في القطاع، في حين يبذل الجميع جهداً إضافياً للوفاء بالتزاماتهم تجاه العملاء، حسب يديعوت أحرونوت.

هذا ما يدفع المستثمرين، وخصوصاً الذين يفدون من الخارج، إلى الشعور بالقلق من إمكانية استدعاء موظفيهم للخدمة الاحتياطية في الجيش الإسرائيلي، ما يجبرهم على تحويل استثماراتهم إلى الشركات الناشئة الأمريكية والأوروبية، التي تظهر بالفعل علامات الانتعاش بعد عام ونصف العام من الصعوبات.

2023 ضاعت هباء

الصحيفة الإسرائيلية تنقل عن مصادرها أن سنة 2023 ضاعت هباء لأنه كان هناك فرصة لقطاع التكنولوجيا الإسرائيلية أن تكون في وضع أفضل، حتى رغم ما حدث في 07 أكتوبر، حيث استعدت شركات القطاع هذا العام للصعوبات بسبب المناخ السياسي المضطرب في البلاد.

لكن في الوقت الراهن، الفجوة المتسعة مع الولايات المتحدة وحتى #أوروبا، من حيث القيمة والنشاط، تشكل حالياً أحد المخاوف الرئيسة لهذه الصناعة، وقد بدأ التراجع منتصف العام عندما تراجعت إسرائيل من المركز الخامس إلى المركز العاشر في جمع التمويلات للشركات التكنولوجيا الفائقة، مقابل تفوق دول مثل #ألمانيا و #فرنسا.

وهذا العام، وخلال النصف الأول منه، تراجعت زيادات رأس مال الشركات الإسرائيلية في القطاع بنسبة 75%، تلاه استقرار طفيف في الربع الثالث، لكن أرقام الربع الأخير لا يريد أحد التعرض لها، فجهات جمع المعلومات تقاوم هذا الأمر وتفضل الانتظار حتى نهاية السنة.

ولأن 2023 كان “عاماً ضائعاً” كما يرى الإسرائيليون، فإن الكثير من المستثمرين الأجانب يرون أن خطر تغيير النظام في إسرائيل أكثر تهديداً من الحرب.

المركز الوطتي لعلاج الأورام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى