في تطور جديد يسلط الضوء على ملابسات مقتل مدير دار القرآن الكريم في مديرية السلفية بمحافظة ريمة، الشيخ صالح حنتوس، كشف تسجيل صوتي مسرّب عن مكالمة جمعته مع أحد قيادات جماعة الحوثي، تناقضًا واضحًا مع الرواية الرسمية للجماعة حول أسباب وظروف الحادثة.
الشيخ حنتوس، البالغ من العمر 72 عامًا، قُتل مساء الثلاثاء 1 يوليو في هجوم مسلح استمر لساعات على منزله، وأصيبت زوجته بجروح، في واقعة أثارت استياءً واسعًا في الأوساط الحقوقية والدينية.
ورغم اتهام وزارة الداخلية التابعة للحوثيين للشيخ حنتوس بـ”الدعوة إلى الفوضى والتمرد”، إلا أن المكالمة المسرّبة مع القيادي الحوثي فارس رعبان كشفت أن الضحية لم يبدِ أي مقاومة، بل أكد التزامه بالقانون واستعداده للمثول أمام النيابة.
وقال الشيخ حنتوس في التسجيل، بنبرة هادئة:
“بيننا النيابة بذيا الجاه.. لي منعكم لا نتقاتل؟ بالله عليكم، ما هو وقت قتال، هذه الأشهر الحرم.”
في إشارة إلى حرمة الاقتتال في الأشهر الهجرية الحُرُم.
هذا التسجيل الذي يُعتقد أنه آخر ما قاله قبل مقتله، ينسف مزاعم الحوثيين بأن العملية جاءت نتيجة تمرد مسلح، ويُرجح فرضية التصفية الميدانية، خصوصًا أن الضحية كان شخصية دينية بارزة تنادي بالاحتكام إلى القضاء، رغم علمه بسيطرة الجماعة على مؤسسات الدولة في المنطقة.
هذه التطورات تثير تساؤلات كبيرة عن دوافع العملية، وتُعيد للواجهة ملف الانتهاكات التي تطال رموزًا دينية واجتماعية في مناطق سيطرة الحوثيين، وسط دعوات حقوقية متصاعدة لفتح تحقيق دولي نزيه في ملابسات مقتل الشيخ حنتوس.