المقالات

كنان السبئي : السواحل بوابة الغزاة

يتجه الصراع اليمني في بعده الاقليمي إلى صراع و سيطرة على الشريط الساحلي، سواء كان ذلك في البحر العربي وخليج عدن جنوباً، وحتى باب المندب والشريط الساحلي الغربي.

وتسعى إيران كقوة إقليمية للوصول إلى البحر الأحمر منذ بداية الحرب بدعمها المستميت للمليشيا الحوثية للوصول إلى باب المندب وسواحل المخاء وتهامة، حيث يمثل ذلك اختراقاً خطيراً لمنظومة الأمن البحري الأهم في المنطقة والمعني به دول عربية أهمها مصر والسعودية.

إن محاولة إيران الوصول إلى السواحل البعيدة عن حدودها لا يخفي رغبتها في التطويق من خلال تهديداتها المستمرة للممرات البحرية وطرق التجارة الدولية كجزء من خطتها في إرباك دول المنطقة وتشتيتها..

فايعازها للقوى الانقلابية في اليمن لاستهداف طرق الملاحة البحرية في البحر الأحمر يهدف إلى استدعاء الكبار وحشرهم في صراع تكون الدول المطلة على هذا الممر والمعنية فيه مجرد فاعل ثانوي من فاعلين أقوى ومتعددين، وهذا بدا واضحاً في توجه المليشيا باستهداف الممر البحري قبالة سواحل المخاء مرتين خلال شهر واحد، حيث نتج عن استهداف السفينة الإماراتية تحرك القطع الأمريكية البحرية وتواجدها في المكان ذاته بدواعي الحماية لمصالحها الحيوية وتأكيدها على السيطرة المطلقة في البحر وفي ممر بحري هو الأهم  للتجارة الدولية من وإلى أوروبا وشرق آسيا.

ما يجب علينا قراءته في الصورة ككل، أن التحرك الأمريكي لن يكون وحيداً مع الوقت في ظل الفراغ المتروك في اليمن بسبب الحرب وبقاء هذه السواحل المهمة تحت سيطرة قوة انقلابية مشاغبة تحاول من خلال اعمالها إرباك المشهد اليمني الذي بدا واضحا انزعاج المليشيا الانقلابية والقوى الإقليمية التي تقف خلفها، بكون الملف اليمني شبه مغلق عسكرياً ودبلوماسياً  على التحالف العربي ولا يوجد لاعبين آخرين أقوياء لديهم مصالح يمكنهم من خلالهم المناورة لتحسين شروطهم التفاوضية؛ فهم يبحثون من خلال هذه الأفعال ادخال الحالة اليمنية في  صراع إقليمي ودولي ترتبط ملفاته ببعضها خاصة وأن المشهد السوري هو الأكثر ارتباطا في الملف اليمني ويشهد تحولات في التحالفات والأهداف.

يتبع استهداف السفينة الإماراتية استهداف للقطع البحرية الأمريكية الذي أكدته التصريحات الأمريكية وأن الصواريخ التي انطلقت ولم تصب القطع البحرية جاءت من المناطق التي تسيطر عليها الحوثي وصالح، بينما نفت القوة الانقلابية أي استهداف صاروخي للسفن الحربية الأمريكية.

تتجه القوى الانقلابية ومن يقف خلفها من القوى المعنية بالصراعات في المنطقة إلى تعقيد الحرب على التحالف وتعديد الفاعلين من خلال تفعيل كل الأوراق المتاحة والممكن وتبقى السواحل الغربية نقطة ضعف يستوجب على التحالف والشرعية التنبه لها وحسمها لتأمين الممر البحري من تخليق الأعذار للقوى الدولية وتحويل المنطقة إلى ساحة صراع جديدة.

فالتوجه الروسي في مصر والمناورات العسكرية هناك أيضاً مؤشر مقلق على الملف اليمني و التحالف، ويجب قراءته في سياق ارتباط الملفات جميعها ببعضها سواء في سوريا أو اليمن والعراق وليبيا.

فالبحر الأحمر هو مرتكز أمني إقليمي مهم للمنطقة، خاصة للدول الكبيرة المطلة على هذا البحر وتمثل اليمن واستقرارها مفتاح الحل لتثبيت هذا المرتكز الأمني لحماية المنطقة من موجة الصراعات التي تؤدي إلى خلخلة في استقرار دول المنطقة ويحفز القوى العالمية إلى مزيد من التدخلات التي تستهدف الدول القطرية واستقرارها لخلق واقع جديد بدت ملامحه في العراق وسوريا ولم يكتمل حتى اللحظة.

المركز الوطتي لعلاج الأورام

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى