منوعات

فواكه بدون بائع !!!

صدى الوادي / منوعات .

عربة صغيرة مملوءة بأنواع الفواكه والخضراوات كافة؛ لا بائع عندها؛ تجدها في أحد الشوارع الرئيسية بمحافظة المجاردة، بالمملكة العربية السعودية، تشد انتباه المارة الذين اعتادوا تزاحم البائعين، وعربات فاكهة بجوار المسجد، بيد أنهم وجدوا هذه العربة دون بائع .. يقوم المشتري بأخذ ما يريد من عربة الفواكه؛ يزنها في الميزان، ويضع المال في صندوق صغير بجانبها، البائع وضع عربته وبضاعته دون حراسة؛ مؤكداً ثقته بمجتمعه.

هذا ما فعله الشاب السعودي“أبو وجد”؛  في مشروعه الصغير الذي أطلق عليه “بيع الأمانة”، الذي يعتمد فيه على أمانة زبائنه، وعلى الرغم من غرابة الفكرة، التي يراها البعض غير واقعية، ولا تحقق نجاحاً لوجود الخير والشر في المجتمع، بيد أن أبو وجد خالف كل التوقعات، وأكّد أنه سعيدٌ بما حقّقه من نجاح في مشروعه وببث ثقافة مجتمعية جديدة تعتمد على الثقة والأمانة.

في البداية تحدّث أبو وجد لموقع “سبق”؛ ورفض ذكر اسمه كاملاً حتى لا يكون الهدف شهرته، قائلاً بلغة المواطن البسيط: “الأمور صعبة وأحتاج إلى دخل إضافي لتحسين معيشتي؛ ما دفعني إلى التفكير في بيع (الأمانة) لزيادة دخلي”.

وبسؤاله عن فكرة المشروع كيف بدأت وتحققت؟ أجاب: بدأت بطريقة بسيطة وبمبلغ ألف ريال فقط اشتريت فاكهة وخضراوات ووضعتها على عربة، وكتبت ورقة عليها عبارة “أنا أثق بمجتمعي” ووضعت صندوقاً، وقائمة أسعار وميزاناً.

وتابع: في البداية حاولت ألا أفكّر في الأشياء السلبية، وتوكلت على الله، وما كان عندي أيّ شك في نجاحها، وثقتي بالله وبمجتمعي، وبدأت أضع الفواكه وأذهب إلى موقع بعيد، وأتابع المارة، وأعود ثانياً بعد صلاة الفجر وأجد العربة فارغة، والآن أذهب في الفجر وبعد صلاة العصر لملء العربة.

وقال: أعطيت أهل بلدتي الثقة، ووجدتهم أهلاً لها، وأحمد ربي فقد حقّقت مكاسب أكثر مما توقعت؛ بل وجدت بعضهم يترك لي تعليقات إيجابية تشجعني على الاستمرار، وعمّا إذا كان يتوقع الربح والإقبال على عربته، قال: لم أكن أتوقع الربح السريع بيد أن إقبال المجتمع ساعدني وشجعني بشكل كبير، وبدأت أفكر في التوسع، وأن تكون لي أكثر من عربة.

وعن الخطوات التي اتبعها، قال: في البداية اعترضت “الأمانة” على الفكرة لعدم فهمها، وبعد فترة تواصلت معهم لإفهامهم الفكرة ولإيجاد ثقافة جديدة في المجتمع تعتمد على  غرس الثقة والأمانة في النفوس.

ورداً على تساؤل، حول مشروع “بيع الأمانة”، وهل يمكن أن يفتح منزلاً؟ أجاب: لا أنكر أن أموري المادية كانت سيئةً؛ ما دفعني إلى البحث عن وسيلة لزيادة الدخل؛ حيث إن عملي لن يستطيع أن يكفي احتياجات أسرتي ويسدّد ديون والدي التي تراكمت عليه بعد مرضه، حامداً الله – عزّ وجلّ – بما حقّقه من نجاح ومن بثّ ثقافة مجتمعية جديدة تؤكّد أن المجتمع بخير مهما كانت هناك مساوئ، بيد أن الخير طاغٍ في مجتمعنا، والحمد لله، مسترشداً بالحديث الشريف “الخير فيّ وفي أمتي إلى يوم الدين”.

المركز الوطتي لعلاج الأورام

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى