أخبارحضرموت

اللغز المُحيِّر لانقطاع الكهرباء في حضرموت :

صدى الوادي – المكلا / متابعات

طاحت كهرباء حضرموت كعادتها بكبار المسؤولين وقادة المحافظة في موسم صيفي يحمل معاناة وأنين المواطنين الذين تشمل معاناتهم أعمال الشغب وقطع الطرقات، كرسالة منهم للقيادة المحلية يعبرون فيها عن غضبهم، مطالبينها بالتدخل السريع لمعالجة الوضع .

وتأتي شبكات التواصل الاجتماعي لتقوم بدورها التصعيدي في التعبير عن الاعتراض على تقاعس السلطة وقيادة المؤسسة العامة للكهرباء، والمطالبة باستمرار عمل التيار الكهربائي وعدم انقطاعه.

منذ عام 2015م، بدأت حكاية مسلسل انقطاع التيار الكهربائي، حيث تعاد حلقاته أعواماً متتالية وصولاً إلى عامنا هذا. فعند قرب قدوم الشهر الفضيل نشاهد حلقات ساخنة من تفاصيل انقطاع التيار وتعالي أصوات المنزعجين والمتضررين من هذه الانقطاعات في محافظة تزخر بكل المقومات التي تسمح لها بأن تكون منطقة مصدّرة للتيار الكهربائي للمحافظات المجاورة.

قيادة المحافظة

وتحدث محافظ حضرموت اللواء الركن فرج سالمين البحسني في مقابلة لصحيفة «الشرق الأوسط» بأقوى خطاب ضد الحكومة منذ توليه المحافظة، قائلاً إن «دعم الحكومة ليس بالشكل المطلوب أو المناسب، ونحن نطالبها بتحمل مسؤوليتها في مسألة الكهرباء فهذا موضوع سياسي، ولا يمكن للسلطة المحلية تأمينه بمفردها».

وأضاف أن «هذه أمور أساسية على الحكومة ألا تتخلى عنها ولو كانت في أسوأ الحالات، كذلك نطالب الحكومة أن تلتف إلى مطالب المناطق المحررة وأن تساعد السلطات المحلية وألا تضعها في موقف محرج أمام مواطنيها».

تصريحات البحسني شديدة اللهجة على الحكومة، جاءت كردة فعل على خلفية الأحداث الأخيرة التي شهدتها عاصمة المحافظة المكلا، وكذا بعض المناطق الأخرى مثل ميفع حجر، حيث تم إيقاف حركة السير في الشوارع إعتراضاً على الوضع المزري والمخزي الذي وصلت إليه كهرباء حضرموت.

بدوره، اتخذ المحافظ البحسني إجراءات عاجلة لامتصاص غضب الشارع، بإقالته لمدير عام الكهرباء من منصبه، وضبط عمال التشغيل ومراقبة ومتابعة عملهم بشكل دوري .

وادي حضرموت

الشق الآخر من محافظة حضرموت ليس أقل معاناة من ساحلها، فقد عادت الانقطاعات الكهربائية منذ وصول رئيس الحكومة إلى وادي حضرموت لافتتاح مشروع الكهرباء الغازية البالغ قدرته 75 ميغاواط، والذي يأمل منه أبناء الوادي بأن يكون طوق النجاة والمخلص لهم من معاناة الانقطاع المتكررة لعيشهم العام الماضي في صيف شديد الحرارة، رغم تدخل المحافظ السابق بن بريك في تقديم حلول ترقيعية.

السلطة المحلية بالوادي والصحراء وبعد أن بذلت قصارى جهدها في تأمين كهرباء كافية للمواطنين تلقت هي الأخرى صيحات المواطنين المتضررين من الانقطاعات المفاجئة في هذا الشهر الفضيل، في وضع حيّر كل المواطنين.

خلاف حول السبب

يختلف وادي حضرموت عن ساحلها بكون الساحل يعاني من عجز كبير في الطاقة، في حين أن وادي حضرموت يمتلك طاقة إضافية زائدة عن حاجة المواطنين، ومع ذلك الانقطاع مستمر.

شركة «بترومسيلة» المسؤولة عن المحطة الكهروغازية، أوضحت في بيان أسباب الانقطاع أن تكون أسباب الانقطاع ناجمة عنها، حيث رجحت احتمال وجود مشاكل توليدية في محطة وادي حضرموت، مثل خطوط نقل الطاقة وأنظمة توزيع الطاقة، وكذا إمكانية حدوث أضرار في خطوط نقل الطاقة والمحطات الفرعية أو جزء من منظومة التوزيع أو حدوث دائرة قصر في خطوط الضغط العالي مسبباً الانقطاع الذي يحدث على إثره انطفاء جميع التوربينات الناتجة عن ذلك الخلل.

وأفاد مسؤولون في المؤسسة العامة للكهرباء، أن سبب الانقطاع هو «توقف مفاجئ لآبار الغاز التي تمد مولدات الكهرباء الغازية بالغاز، في حين أن المولدات الغازية ليس لديها محولات مضادة للصدمات أو التوربينات الناجمة عن حدوث أي خلل، وهو ما يؤدي إلى انطفاء التوربينات عن كافة مناطق الوادي، مما يستغرق إصلاحه ساعات ومن ثم يتم إعادة التشغيل».

تراشق المتسببون أسباباً غير معلنة، لكن المتضرر الأول والأخير هو المواطن الذي ينكوي في كل صيف، خاصة في أيام شهر الصوم. ولا يعلم المواطن المغلوب أمره متى تكون الحلقة الأخيرة من هذا المسلسل السقيم.

(العربي)

المركز الوطتي لعلاج الأورام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى