المقالات

رسالة خريج علوم سياسية لشباب حضرموت

مقال لـ : سعيد باسبعين

اربع سنوات اكملتها تحت سماء صنعاء كان الحصار والحرب عنوانها وكانت صفحاتها مليئة بالجهد والحب والاصرار ، بنيت جسراً خاصاً للعبور فوق ظروف يملئها الغرق من كلِ مكان مررت بٲيام يٲس وفتور وايام امل وعبور وانتصار ، تكونت لدي الكثير من الرؤى وتساقطت مني العديد من القناعات وتشابهت الحجج  مع الادلة والنتيجة والبرهان.

اكملت بكلاريوس العلوم السياسية من جامعة صنعاء وليست جامعة كامبدرج او اوكسفورد ككثير من شباب حضرموت المبتعثين في كل مكان ،، لكنني امتلك رغبة كبيرة في احداث تغيير ايجابي واقعياً ومنهجياً وملموساً لمحافظتي خصوصاً والوطن بشكل عام في سد الفراغات الموجودة حيث ارى ان المجال السياسي يعاني من بعض الضعف في المنهجية والانجاز.

وسأعمل على ان تكون محافظتي ومجتمعي هي اول المستفيدين من دراستي ومهاراتي وكل ما اكتسبته وسأكتسبه خلال السنوات واعلم يقيناً ان العمل الدؤب المصحوب بالمعرفة هو الذي يحقق النهضة وان الجامعات المصنفة عالمياً ودرجاتها العالية قد لا تكون معايير كافية لتحقيقها .

محافظتي حضرموت المحافظة التي تمر فترة مابعد حرب اي انها من المفترض ان تكون فترة تنمية ونهضة وازدهار ومحطة تنطلق منها مبادرات تحقيق السلام الشامل وبناء الدولة والازدهار بخلاف ماهو موجود الان مع كامل تقديري واحترامي لقيادة السلطة ونخب المجتمع المخلصين.

فانني سٲكرس كل طاقاتي من اجل  المساهمة بذلك التغيير في المحافظة ابتداءً ببرنامجي المُعد – توجيه الانفاق الحكومي – وبرنامج انشاء المعهد السياسي في حضرموت حيث سيكون المعهد بمثابة  منصة يشارك الشباب من خلالها بجميع تخصصاتهم ومجالاتهم في تطوير وتنفيذ ورصد السياسات والبرامج ويكونوا شركاء نشطين في تنفيذ السياسات العامة في المحافظة بتعاون المانحين والمنفذين  ومراكز الدراسات والابحاث الدولية وصانعي القرار والتي سيعلن عنهما في الوقت المخطط لهما.

رسالتي الى كل شباب وشابات حضرموت في كل مكان احب ان اردد مقالة سياسية شهيرة هي – ان ضريبة تخلي المختصون عن الشٲن العام هي ان يحكمهم العوام – فمسؤلية علينا جميعاً ان نكون شركاء وان نبني قيماً جديدة في الانفتاح على الشٲن العام لنعكس نموذج نجاح برلمانات الشباب السياسية في التأثير على دولهم ومجتمعاتهم في جميع انحاء العالم المتقدم وان ننقل تجارب  الشباب في نهضة وظائف وإجراءات المرافق الحكومية والسياسات العامة وقيم الديمقراطية والتنمية لتصبح فئتنا قوة إيجابية للتغيير الاجتماعي التحويلي ، والانتقال إلى  الديمقراطية والانفتاح الاقتصادي والنهضة بالاستفادة من الخبرات والكوادر في القيادة السياسية ، بعيدا عن كل برامج التنمية الهشة التي لم تحقق اي اثر ملموس على ارض الواقع او بعبارة اخرى بعيدا عن البرامج التي ليست بحجم الازمة والمعترك الصعب الذي تمر به المحافظة والبلاد.

وختاما نعلم جميعا ان النجاح لا يمكن ان يحققه شخص بمفرده او مؤسسة او مركز او منظمة واحدة انما بتعاون الجميع تُبناء الدول ويتحقق الازدهار ، فهل نحن جاهزون؟

، فبكل ايماني وثقتي بالشباب فقد التقيت بالكثير منهم في الداخل والخارج وأجزم القول ان لدينا في حضرموت شباب مؤهل وكفوء وقادر على تحمل كامل المسؤلية تجاه التنمية والنهضة والسلام  اذا تحلى ببعض الوطنية والطوعية والايمان والاندماج في المجتمع .

فشكرا لكل من ساعدني وعلمني وساهم في نجاحي وتخرجي من دكاترة واساتذة العلوم السياسية والاهل والرفاق.

المركز الوطتي لعلاج الأورام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى