المقالات

محمد جميح : غلطة الشاطر

في حملته الانتخابية للفوز بفترة ثانية في “رقم عشرة داوننغ ستريت” – لندن، وعد ديفد كاميرون رئيس الوزراء البريطاني ناخبيه، بأن حكومته سوف تنظم استفتاء على الخروج أو البقاء ضمن الاتحاد الأوروبي، حال منحوه ثقتهم.

كان كاميرون حينها يريد تحسين شروط بقاء بلاده ضمن الاتحاد الأوروبي، ولم يكن يفكر في أن أغلبية الناخبين سيصوتون لصالح خروج بريطانيا من أوروبا، وأن الناخب سيوجه له صفعة قوية أطاحته اليوم من منصبه رئيساً للوزراء منذ 2010، وأخرجت بلاده من الاتحاد الأوروبي.

حسابات خاطئة قامر فيها كاميرون بمستقبله السياسي، ومستقبل بلاده في الاتحاد الأوروبي، أدت إلى فوز خصمه اللدود بوريس جونسون، وحملة صحيفة “الصن” الشعبوية التي لم يأبه كاميرون لخطورتها.

اليوم، طلقت لندن بروكسل بعد 43 عاماً من الزواج، لكن تلك ليست النهاية، بروكسل تبحث في الزواج من اسكتلندا بعد أن تخلعها من لندن، وهنا تكمن الخطورة على الاتحاد البريطاني، أو المملكة المتحدة.

ولهذا أعلنت رئيسة الوزراء الأسكتلندية – اليوم – عن نية حكومتها المطالبة باستفتاء على بقاء اسكتلندا ضمن بريطانيا أو خروجها منها، لأن استكتلندا أصلاً صوتت لصالح البقاء مع أوروبا، ولا تريد الخروج منها.

طلاق اليوم ربما يعقبه زواج الغد.
المهم أن الزواج والطلاق في الحالين يتم بالتراضي، وليس بالقوة.
لم يكن كاميرون شاطراً، أو ذكياً، لكن كان لديه ما يجعل المثل ينطبق عليه: غلطة الشاطر بألف.

 

المركز الوطتي لعلاج الأورام

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى