كتب / محمد إبراهيم
الثلاثاء 5 نوفمبر 2024م
وأنا عائداً إلى منزلي في حي السلام بمدينة المكلا تفاجأت وأنا أشاهد حشدٌ من الأطفال والنساء والرجال حتى الكبار في السن أمام مخبز المعروف 4 شدَّني الفضول للإقتراب من هذا الحشد لمعرفة ماهو سبب هذا التَّجمع ..
إقتربت منهم فإذا هم في طابورين منفصلين طابور للنساء وطابور للرجال تساءلت ماسبب هذه الطوابير أخبرني أحد المواطنين بأنهم في إنتظار شراء الروتي المدعوم والذي يقدم لهم بسعر أقل من السعر الذي يباع به في المخابز التجارية … ياإلهي نساء وأطفال وعجزة ورجال يقفوا تحت حرارة الشمس من الساعة الثامن صباحاً وحتى العاشرة صباحاً تأثرت كثيراً وأنا أشاهد الكثير منهم وخصوصاً النساء يكِدْنَ يُصِبن بضربة شمس وهنَّ في إنتظار عمال المخبز الذين يعملون بكل برود وكأن لا أحد ينتظرهم في الخارج ….حاولت الإقتراب أكثر فإلتقطت عدد من الصور التي تعبر أكثر بكثير من الكتابة …..ثم حاولت أن أتعرف من خلالهم لماذا هذه الزحمة فأكد لي البعض من الموجودين بأنهم يتزاحمون لأن الروتي ينتهي إذا ماحاول أحدهم الوصول بأسرع وقت إلى باب المخبز ….وأضاف قائلاً أن هذه المخابز التي توزع الروتي المدعوم بأسعار أقل منتشرة في الديس والشرج وبعض أحياء المكلا ..
وأن المعاناة التي يتكبدوها هنا يتكبدها الجميع في هذه الأحياء….تأثرت كثيراً من هول المنظر تذكرت إخوتنا في فلسطين وخصوصاً غزة وهم ينتظرون في تزاحم من أجل الحصول على الرغيف … تساءلت بيني وبين نفسي ما الذي أوصلنا إلى هذا الحال المزري وما الذي جعلنا نتزاحم على الروتي؟….
لكن الجواب لم يغب عن ذهني عرفت بأن من أوصلونا إلى هذه الحالة بعد أن كنا نعيش في عزة وكرامة هم ضعاف النفوس من أبناء جلدتنا الذين يعيشون في الخارج ويستلمون رواتبهم بالدولار والتي تصلهم من ثروات الوطن الذين نحن في اليمن محرومون منها …ونكاد نصل إلى المجاعة إن لم نقل قد وصلنا إليها ونحن نرى بأم أعيننا هذه المشاهد التي يقشعر لها البدن والتي تجعلنا نتحسر على الماضي ونندم لكوننا وصلنا إلى هذا الحال .. ولايسعنا ختاماً إلا أن نقول حسبنا الله ونعم الوكيل في كل من أوصلنا الى هذا الحال