أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الثلاثاء، عن قراره رفع العقوبات المفروضة على سوريا، مؤكداً أن هذه الخطوة تأتي “لمنحها فرصة جديدة”. ومن المقرر أن يلتقي الرئيس السوري أحمد الشرع، غداً الأربعاء، في العاصمة السعودية الرياض.
وفي كلمته خلال منتدى الاستثمار السعودي الأميركي المنعقد في الرياض، قال ترامب: “آن الأوان لمنح سوريا الفرصة. سنوقف جميع العقوبات. حظاً سعيداً يا سوريا، أظهري لنا شيئاً مميزاً للغاية”. وأوضح أن هذا القرار جاء بعد مناقشته مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، مؤكداً أن بلاده بدأت أولى خطوات تطبيع العلاقات مع دمشق، مشيراً إلى ما عانته سوريا من “مآسي وموت كبير” خلال السنوات الماضية.
وقد رحّب وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، بإعلان الرئيس الأمريكي، واعتبره نقطة تحول محورية للشعب السوري. وقال إن ترامب قدّم ما لم يقدّمه أسلافه للسوريين، مؤكداً أن هذه الخطوة يمكن أن تقود إلى اتفاق سلام تاريخي يخدم المصالح الأمريكية والسورية على حد سواء.
وأكدت مصادر في البيت الأبيض أن ترامب وافق على عقد لقاء رسمي مع الرئيس السوري أحمد الشرع في الرياض، ضمن جولته الإقليمية التي تشمل دول الخليج، بينما أكدت مصادر سورية أن الشرع سيتوجه إلى العاصمة السعودية لهذا الغرض.
وكان ترامب قد ألمح، في تصريحات سابقة، إلى إمكانية تخفيف العقوبات الأمريكية عن سوريا لتمكينها من بدء “انطلاقة جديدة”، وهو ما رحبت به دمشق واعتبرته خطوة إيجابية نحو إنهاء معاناة السوريين.
وفي السياق نفسه، عقد ولي العهد السعودي والرئيس الأمريكي، اليوم، مباحثات في قصر اليمامة بالرياض، جرى خلالها التوقيع على وثيقة الشراكة الاقتصادية الاستراتيجية بين البلدين.
يُذكر أن السلطات السورية الجديدة كانت قد دعت المجتمع الدولي مراراً إلى رفع العقوبات المفروضة على قطاعات رئيسية في البلاد منذ اندلاع الثورة عام 2011، ووصفت ذلك بأنه شرط أساسي لتعافي الاقتصاد والبدء في مرحلة إعادة الإعمار.
وكان تقرير صادر عن الأمم المتحدة في فبراير/شباط الماضي قد حذّر من أن سوريا، في ظل معدلات النمو الحالية، لن تتمكن من استعادة مستوى الناتج المحلي الإجمالي لما قبل الحرب قبل عام 2080، ما لم تُتخذ خطوات فاعلة لدعم الاقتصاد ورفع العقوبات المفروضة عليها.