واصل الاحتلال الإسرائيلي، اليوم السبت، تصعيد عدوانه على قطاع غزة من خلال غارات جوية وقصف مدفعي استهدف عدة مناطق في المدينة ومحيطها، وأسفر عن سقوط شهداء وجرحى، رغم رد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الداعية لوقف الحرب، ومطالبته الصريحة بوقف القصف فوراً.
وشملت الهجمات مناطق متفرقة من القطاع، أبرزها مدينة غزة، وخان يونس جنوباً، ومخيمات وسط القطاع، حيث أفادت مصادر طبية بأن ثمانية فلسطينيين استشهدوا منذ فجر اليوم، بينهم ستة في غارتين على حي التفاح شرق مدينة غزة، بالإضافة إلى عدد من الجرحى.
وفي حي النصر غرب المدينة، أُصيب خمسة فلسطينيين بنيران طائرات مسيّرة تابعة للاحتلال الإسرائيلي. كما أعلن مستشفى الشفاء عن انتشال جثامين خمسة شهداء بعد غارة استهدفت منزلًا في حي الرمال غرب مدينة غزة الليلة الماضية.
وفي حادثة أخرى، قصفت طائرات الاحتلال مركزاً تابعاً لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) كان يؤوي نازحين، بعد أن تم إخلاؤهم قسراً من منازلهم.
وفي جنوب القطاع، استشهد طفلان وأصيب آخرون جراء قصف بطائرة مسيّرة إسرائيلية استهدف خيمة للنازحين في منطقة المواصي غرب خان يونس. كما أُصيبت طفلة برصاص الاحتلال الإسرائيلي قرب مدينة حمد السكنية شمال المدينة.
أما وسط القطاع، فقد استشهد فلسطيني في غارة على مخيم النصيرات، بينما أسفر قصف مدفعي شرق مخيم البريج عن إصابات بين المواطنين.
تصعيد مفاجئ بعد تراجع مؤقت
ووفقاً لمراسلين ميدانيين، فقد تراجعت وتيرة القصف فجراً، ما شجّع السكان في بعض المناطق مثل مخيم النصيرات على الخروج للأسواق، قبل أن تعود الغارات الإسرائيلية لتتصاعد مجدداً خلال الساعات الأخيرة.
ووصفت طواقم الدفاع المدني القصف الليلي على مدينة غزة بأنه “جنوني”، حيث شمل تدميراً ممنهجاً لمنازل المدنيين في إطار الحملة الواسعة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي ضد البنية التحتية والمناطق السكنية.
يأتي هذا التصعيد في وقت تتواصل فيه دعوات دولية لوقف إطلاق النار، خاصة بعد رد حماس الإيجابي على خطة ترامب. ومع ذلك، يستمر الاحتلال الإسرائيلي في عدوانه دون اكتراث بتلك المطالب.
وكان يوم أمس الجمعة قد شهد استشهاد 63 فلسطينياً، بينهم 38 في مدينة غزة، ليرتفع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي المستمر منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى 66,288 شهيداً، و169,165 مصاباً، معظمهم من النساء والأطفال.

