صعّدت جماعة الحوثي في العاصمة اليمنية صنعاء حملات الاختطاف ضد منتقدي الفساد على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث لم تقتصر الاعتقالات على المعارضين، بل طالت أيضًا شخصيات محسوبة على الجماعة، وفقًا لمصادر يمنية مطلعة.
وأفادت مصادر حقوقية في صنعاء بأن عناصر من جهازَي “الأمن الوقائي” و”الأمن والمخابرات” التابعين للحوثيين نفّذوا عمليات اختطاف طالت إعلاميين وناشطين في مواقع التواصل الاجتماعي من عدة أحياء في المدينة، شملت مديريات معين والوحدة والسبعين والثورة.
وأوضحت المصادر أن الاختطافات جرت من المنازل ومقار العمل وحتى من الأماكن العامة مثل المطاعم والمقاهي والأسواق، وسط حالة استنفار أمني غير معلنة، حيث تكثّف الجماعة عمليات الملاحقة والمراقبة للناشطين.
وفي واحدة من أحدث هذه العمليات، داهمت قوات حوثية منزل الناشط عمار أمين الزهيري في مديرية معين، برفقة مجندات من “الزينبيات”، حيث تم تفتيش المنزل قبل اقتياده إلى جهة مجهولة. وذكرت المصادر أن اعتقاله جاء بعد نشره معلومات عن قضايا فساد لمسؤولين حوثيين في صنعاء.
ولم تستثنِ الحملة حتى الموالين للجماعة، حيث اعتُقل الناشط الحوثي إسماعيل الجرموزي بعد نشره سلسلة تغريدات تهاجم قيادات حوثية بارزة، متهمًا إياهم بالفساد والعبث بالمال العام. وقد توقّف الجرموزي عن النشر فجأة، وسط أنباء عن صدور أوامر باعتقاله من قبل أجهزة الجماعة الأمنية.
وتأتي هذه الاعتقالات ضمن حملة قمعية أوسع تستهدف أي صوت معارض داخل مناطق سيطرة الحوثيين، سواء من الناشطين المستقلين أو حتى من داخل الجماعة نفسها، وذلك في محاولة لإسكات الانتقادات المتزايدة حول ممارساتها.
