أعلن الأردن اليوم السبت أن وفد وزراء خارجية عرب قرر تأجيل زيارته إلى رام الله بعد رفض الاحتلال الإسرائيلي السماح بدخول الوفد عبر أجواء الضفة الغربية المحتلة.
وقالت وزارة الخارجية الأردنية إن قرار الاحتلال الإسرائيلي منع الوفد من زيارة رام الله ولقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس والمسؤولين الفلسطينيين يمثل “خرقاً فاضحاً” لالتزامات الاحتلال بصفتها القوة القائمة بالاحتلال.
واعتبر الوفد -الذي يشكل لجنة وزارية منبثقة عن القمة العربية الإسلامية الاستثنائية المشتركة بشأن غزة- أن هذا التعطيل يعكس غطرسة حكومة الاحتلال الإسرائيلي وعدم اكتراثها بالقانون الدولي، ويقوض فرص تحقيق السلام العادل والشامل.
وكان من المقرر أن يصل أعضاء اللجنة الوزارية، التي تضم وزراء خارجية من الأردن وقطر والسعودية ومصر والبحرين وتركيا وإندونيسيا ونيجيريا وفلسطين، إلى العاصمة عمّان لإجراء اجتماع تنسيقي تمهيداً لزيارة رام الله المقررة غداً.
وأشارت الخارجية الأردنية إلى أن وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي كان من المفترض أن يلتقي نظراءه من الوفد السبت والأحد.
رد الاحتلال الإسرائيلي ورفضه
من جهتها، قالت مصادر إسرائيلية إن الاحتلال منع وزراء خارجية عرب من الوصول إلى رام الله، حيث كانوا ينوون مناقشة تعزيز إقامة دولة فلسطينية، الأمر الذي اعتبرته إسرائيل غير مقبول.
ونقلت تقارير إسرائيلية عن مسؤولين رفضهم للزيارة، وذكروا أن السلطة الفلسطينية لم تدين حتى الآن هجوم 7 أكتوبر الذي نفذته حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على مستوطنات وقواعد عسكرية إسرائيلية، والذي أدى إلى مقتل وأسر إسرائيليين، وذلك رداً على الجرائم اليومية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته.
وأضافت المصادر الإسرائيلية أن التخطيط لعقد لقاء لوزراء خارجية الدول العربية في رام الله لتعزيز إقامة دولة فلسطينية يمثل رفضاً واضحاً من قبل الاحتلال.
سياق الأحداث
وتتزامن هذه التطورات مع استمرار الاحتلال الإسرائيلي في تنفيذ حملات عسكرية واسعة في قطاع غزة منذ أكتوبر 2023، خلفت أكثر من 178 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، إلى جانب نزوح مئات آلاف السكان، فيما يواصل الاحتلال والمستوطنون اعتداءاتهم في الضفة الغربية والقدس الشرقية، ما أسفر عن مقتل المئات واعتقال الآلاف من الفلسطينيين.
وفي إطار الجهود الدولية، تستعد السعودية وفرنسا لعقد مؤتمر دولي في نيويورك منتصف يونيو المقبل بهدف دعم حل الدولتين وتحقيق تسوية سلمية للقضية الفلسطينية.