نفذ الاحتلال الإسرائيلي اليوم الأربعاء غارات عنيفة على العاصمة السورية دمشق، استهدفت مقري وزارة الدفاع وهيئة الأركان ومحيط القصر الرئاسي، كما قرر نقل تعزيزات عسكرية إلى الجولان السوري المحتل، بذريعة حماية أبناء الطائفة الدرزية من الاشتباكات الجارية جنوب سوريا.
وأسفرت الغارات على دمشق عن تدمير واسع، إذ استُهدف مهبط طائرات في الجزء الشمالي من القصر الرئاسي، إلى جانب مقري الدفاع والأركان. وأفادت وزارة الصحة السورية بمقتل 3 أشخاص وإصابة 34 آخرين جراء القصف.
وامتدت الغارات الإسرائيلية لتشمل مدينة درعا وريفها، إضافة إلى ريف السويداء، وسط تقارير عن تدمير آليات ومواقع عسكرية سورية.
من جهته، أعلن وزير الدفاع في حكومة الاحتلال الإسرائيلي يسرائيل كاتس بدء “هجمات مؤلمة” على سوريا، مؤكداً استمرار العمليات في الجنوب السوري، وقال إن وتيرة الضربات سترتفع إذا لم “تفهم دمشق الرسالة”، مشيراً إلى أن جنوب سوريا سيكون “منطقة منزوعة السلاح”.
يأتي التصعيد بعد دخول الجيش السوري إلى محافظة السويداء، في محاولة لوقف الاشتباكات بين مجموعات مسلحة درزية وأخرى عشائرية، وهي الأحداث التي استغلها الاحتلال الإسرائيلي لشن ضربات واسعة على مواقع حكومية سورية.
وبحسب وسائل إعلام عبرية، أمر رئيس هيئة أركان جيش الاحتلال إيـال زامير بتحويل عدد كبير من الطائرات باتجاه الجبهة السورية، مشيرة إلى أن الاحتلال هاجم منذ الليلة الماضية نحو 160 هدفاً، أغلبها في السويداء.
وفي مؤشر على استعداد الاحتلال الإسرائيلي لتصعيد أوسع، جرى الدفع بكتيبتين إضافيتين إلى الحدود مع سوريا، بزعم منع اقتحام دروز من داخل فلسطين المحتلة للحدود.
وفي وقت لاحق، عقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع مشاورات أمنية عاجلة لمتابعة التطورات، بينما صرّح نتنياهو أن جيشه “يعمل على إنقاذ إخوتنا الدروز والقضاء على عصابات النظام”، على حد وصفه.
وفيما طالبت بعض القيادات الدرزية في السويداء بتدخل دولي، يُعتقد أن الاحتلال الإسرائيلي يسعى لتبرير عملياته عبر تصويرها كدعم لطائفة درزية تتعرض لتهديد.
من جهته، اعتبر المحلل العسكري أسعد الزعبي أن العدوان الإسرائيلي ليس جديداً، بل يأتي في إطار مستمر منذ اندلاع الأزمة السورية، مؤكداً أن الهدف هو الضغط على دمشق للتنازل عن الجولان المحتل.
وأشار إلى أن التصعيد الأخير جاء رداً على رفض الحكومة السورية الرسمي لأي تنازل عن الأراضي المحتلة، متهماً الاحتلال بتحريك الفوضى داخل السويداء عبر أطراف “خارجة عن القانون”، على حد تعبيره.
أما الباحث في الشؤون الأمنية فايز الأسمر، فرأى أن الاحتلال الإسرائيلي وضع شرطاً لوقف ضرباته يتمثل في انسحاب الجيش السوري من السويداء، وتساءل عما إذا كانت تل أبيب ستبحث عن ذرائع جديدة لمواصلة عدوانها، خاصة بعد إعلان اتفاق لوقف إطلاق النار بين الجيش السوري ومسلحي السويداء.