عربية ودولية

الاحتلال الإسرائيلي يعزل مليوني فلسطيني في 17% فقط من مساحة غزة وسط تفاقم المجاعة

تحوّلت أكثر من 82% من مساحة قطاع غزة إلى مناطق خطرة بفعل العمليات العسكرية التي يواصلها الاحتلال الإسرائيلي منذ أشهر، في حين يضطر نحو مليوني فلسطيني للعيش في 17.6% فقط من مساحة القطاع، بحسب خريطة بيانات أعدتها وكالة سند للتحقق الإخباري.

وتشير المعطيات المحدثة حتى 20 يوليو 2025 إلى أن الاحتلال الإسرائيلي وسّع دائرة الإنذارات والإخلاء، لتشمل مناطق جديدة، أبرزها محور كيسوفيم الذي يفصل دير البلح عن خان يونس، في وقت أصبح فيه شارع الرشيد الساحلي هو الطريق الوحيد المتاح بين وسط وجنوب القطاع.

وتأتي هذه التحركات الميدانية في ظل كارثة إنسانية متفاقمة، حيث تزداد أعداد النازحين والضحايا وسط انعدام شبه تام للمساعدات الغذائية الكافية، وعدم وجود نظام توزيع يضمن وصولها لكل من هم بحاجة، لا سيما شمال وادي غزة وجنوبه.

300 كيلومتر مربع ضمن أوامر الإخلاء

أظهرت نتائج تحليل الصور الجوية وأوامر الإخلاء التي أصدرها الاحتلال الإسرائيلي أن نحو 300.6 كيلومتر مربع من مساحة غزة باتت مصنّفة كمناطق خطرة، من أصل المساحة الإجمالية البالغة 364.8 كيلومترًا مربعًا، ما يعني أن 82.4% من القطاع أصبحت غير آمنة.

الرقعة الجغرافية المتبقية، والتي تقدر بـ64.2 كيلومترًا مربعًا، تحتضن ما يقارب مليوني نازح، وتُعد هي الوحيدة التي لم يصدر بشأنها إنذارات إخلاء، لكنها أصبحت بدورها مكتظة بشكل كبير.

خلال الـ48 ساعة الماضية فقط، أصدر جيش الاحتلال الإسرائيلي إنذارات جديدة بإخلاء 9 بلوكات في دير البلح، جميعها مناطق تعجّ بخيام النازحين، ما يفاقم أزمة الكثافة السكانية والمعاناة الإنسانية.

أوضاع مأساوية في نقاط المساعدات

صور حديثة التقطتها الأقمار الصناعية أظهرت مشاهد مأساوية لحشود كبيرة من النازحين الفلسطينيين المتجمعين أمام نقاط توزيع المساعدات الأميركية في منطقة “الشاكوش” برفح، القريبة من خان يونس. المنطقة التي تسيطر عليها قوات الاحتلال الإسرائيلي بالكامل، أصبحت مصيدة موت، حيث يتعرض النازحون لإطلاق نار متكرر من الآليات العسكرية.

ووفقًا لتحليل الصور وشهادات شهود عيان، يضطر النازحون للسير ما لا يقل عن 3 كيلومترات ذهابًا وإيابًا للحصول على سلة غذائية غالبًا لا تكفي لتغطية حاجتهم. ويبيتون في العراء لأكثر من 12 ساعة بانتظار فتح البوابة.

صحفيون وناشطون ميدانيون أكدوا أن المنطقة المعروفة بـ”الجورة” تحوّلت إلى مكان خطير يتعرض فيه النازحون لإطلاق النار رغم وجود الأطفال والنساء.

وفي 14 يوليو، وثق ناشطون إطلاق نار كثيف من قِبل الاحتلال الإسرائيلي على حشود نازحين كانوا ينتظرون استلام المساعدات، وأكدت وكالة سند أن الفيديو المصور يعود إلى منطقة رفح بتاريخ 12 يوليو.

مئات الضحايا في “مصائد الموت”

وفق بيان صادر عن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، فقد ارتكب الاحتلال الإسرائيلي مجازر متكررة فيما بات يُعرف بـ”مصائد الموت” عند مراكز توزيع المساعدات، راح ضحيتها 877 مدنيًا، فيما أُصيب أكثر من 5666 آخرين، ولا يزال 42 شخصًا في عداد المفقودين.

من جانبها، عبّرت وكالة الأونروا عن قلقها العميق تجاه أوامر النزوح الأخيرة، وقالت في بيان لها: “الناس يجوعون ولا يجدون مكانًا آمنًا. لا توجد منطقة آمنة في غزة. يجب إدخال المساعدات فورًا وتوزيعها بأمان. يجب وقف إطلاق النار فورًا”.

المركز الوطتي لعلاج الأورام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى