أخبار اليمن

الأطراف اليمنية تدرس مقترحاً لاستئناف هدنة اليمن مع جهود أممية مدعومة أمريكياً

صدى الوادي / أخبار محلية

تدرس الأطراف اليمنية مقترحاً باستئناف اتفاق وقف إطلاق النار، بالتزامن مع الجهود التي يتولّاها المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، للتحضير لاستئناف مشاورات السلام، وسط تصعيد مستمر بالمواجهات الميدانية والغارات الجوية، التي تنفذها مقاتلات التحالف العربي، في العديد من المحافظات اليمنية، لاسيما المناطق الحدودية التي تصاعدت فيها وتيرة المواجهات والهجمات أخيراً.

في هذا السياق، أكد مصدران يمنيان، أحدهما قريب من الانقلابيين وآخر من الحكومة، لـ”العربي الجديد”، أن “المبعوث الأممي الذي التقى ممثلين عن الأطراف اليمنية في الأيام الماضية، يسعى للوصول إلى اتفاق على تجديد الهدنة الهشة، التي انهارت تدريجياً في الأسابيع الأخيرة لمشاورات السلام في الكويت، مطلع يوليو/تموز الماضي”. ويشير المصدران إلى أن “المقترح مدعوم من أطراف دولية، وتحديداً الولايات المتحدة، التي دخلت على نحو فاعل، في تحضيرات المفاوضات الأخيرة”.

ووفقاً للمصدر المقرب من جماعة أنصار الله (الحوثيين) وحزب المؤتمر الذي يترأسه الرئيس المخلوع، علي عبدالله صالح، فإن “المبعوث الأممي وخلال لقائه، مساء الإثنين، وفد الانقلابيين في العاصمة العُمانية مسقط، أبلغهم أنه يسعى لهدنة تسبق استئناف المشاورات”. غير أن المصدر نوّه إلى أنه “لم يتم التوافق، حتى يوم الخميس، على موعد محدد لاستئناف الهدنة أو إعلان هدنة جديدة، في وقت لم يُعرف فيه موقف الجانب الحكومي من هذا المقترح”.

وأجرى المبعوث الأممي الذي يتواجد في السعودية، منذ يوم الثلاثاء، لقاءات مع الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، ومع الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، عبداللطيف الزياني، في إطار الجهود الساعية للتوافق على إقرار هدنة واستئناف مشاورات السلام، غير أن مصادر سياسية يمنية لم تستبعد أن يتم تأجيل المباحثات إلى ما بعد إجازة عيد الأضحى، بعد أن غابت الحكومة اليمنية والعديد من أعضائها عن اللقاءات الأيام الماضية، بجولة خارجية، لرئيس الوزراء أحمد عبيد بن دغر، الذي زار السودان وانتقل إلى مصر، وكذلك رئيس الوفد الحكومي، وزير الخارجية، عبدالملك المخلافي، الذي توجه بزيارة إلى ألمانيا عقب زيارة السودان.

كما عقد ولي ولي العهد السعودي، وزير الدفاع، محمد بن سلمان، الذي يُعدّ بمثابة المسؤول الأول للتحالف، لقاءً مع وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، على هامش قمة الـ20 في الصين، يوم الأحد. وذكرت الخارجية الأميركية، في تغريدة لها، يوم الأربعاء، على موقع “تويتر”، أن “كيري أكد خلال اللقاء أهمية تفعيل الهدنة لمدة 72 ساعة من جميع الأطراف، للسماح للمبعوث الخاص ببدء المشاورات مع كلا الجانبين”.

ودخلت الولايات المتحدة، بفعالية في مسار المفاوضات في اليمن، بعد أن تقدم وزير خارجيتها خلال اجتماعات مع مسؤولين سعوديين ووزراء دول الخليج واللجنة الرباعية (تضم الولايات المتحدة، وبريطانيا، والسعودية، والإمارات)، بمقترحات لحل سلمي في اليمن، يتضمن تشكيل حكومة وحدة وطنية يشارك فيها مختلف الأطراف، على أن ينسحب الحوثيون من العاصمة صنعاء ومناطق أخرى، ويسلمون الأسلحة الثقيلة بما في ذلك الصواريخ البالستية.

من جهة أخرى، تأتي مقترحات تجديد الهدنة، مع التصعيد العسكري الذي تشهده مناطق متفرقة في اليمن، ففي المناطق الحدودية مع السعودية، كثّف التحالف ضرباته الجوية، بما يصل إلى العشرات يومياً في مناطق محافظة صعدة معقل الحوثيين، الحدودية مع السعودية، في مقابل هجمات يومية وعمليات قصف بقذائف صاروخية، يتبنّاها الحوثيون تجاه مواقع سعودية على الحدود.

في مأرب، ارتفعت وتيرة المواجهات في الأيام الأخيرة، مع إعلان قوات الشرعية بدء عملية أطلقت عليها “نصر2″، الهادفة للسيطرة على منطقة صرواح، غرب مأرب، آخر المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون وأهمها، وتتصل بمناطق تابعة إدارياً لصنعاء (الريف)، ولا يغيب التصعيد عن أطراف صنعاء الشرقية (مديرية نِهم)، ومناطق متفرقة في محافظتي تعز والجوف.\

وكانت الأطراف اليمنية توصلت برعاية أممية إلى هدنة بدأت في العاشر من أبريل/نيسان، قبل انطلاق مشاورات الكويت، وبقي الالتزام فيها محدوداً أثناء انعقاد المفاوضات، غير أنها انهارت مع ختام الجولة الأولى في 30 من يونيو/حزيران، بعد أن كان من المقرر انتقال “لجنة التنسيق والتهدئة”، المؤلفة من ممثلين عن الطرفين ومشرفين أمميين إلى السعودية، إلا أن رفض الانقلابيين توجه ممثليهم، فتح الباب أمام عودة التصعيد العسكري.

المركز الوطتي لعلاج الأورام

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى