المقالات

إفتخار عبدة : اليمن بين المُحِب والمنبوذ

إليك أنت ساحرة الأحداق وفاتنة العشاق، تمضين واثقة من نفسك، غير مبالية بما يجري حولك، تتسامى رفعتك بكل لطف وجمال؛ لكأنك وحدك الغانية من بين حولك، وأنت فعلاً كذلك.
كم تعجبني فيك تلك الثقة التي أرعبت من يدعون أنفسهم جبابرة الزمان، وذلك الثبات وتلك الخطوات المتوازنة بكل صدق، وعفويتك النابعة من ضميرٍ حيٍ متيقظ.. تجبرين الكل على الاعتراف بالخضوع لك.
أُحبكِ أنتِ بكل لغات العشاق وأشعارهم، وأعشق ثراك الطهور الذي يأبى إلا أن تقام فيه شعائر الله بكل لحظة وزمن ،فأنتِ لنا الحامية والمحامية.
أُحبكِ أنتِ وأتجرأُ على ذلك،وسألتزم جلياً بقوانين عشقك تلك المتمثلة بالوفاء لك والحفاظ عليك وعلى عرضك، والعمل الدؤوب على زرع الخير وتنمية الأمن ورعاية الأمان فيك.
سأحتفظ كثيراً بنصائحك التي تدعو دائماً إلى لم شملك وتوحيد الموقف معكِ أمام أعدائك.
لله ما أروع صمودك أمام العالم، وحقيقة ثباتك التي تتلوعليهم آيات الولاء والانتماء ليخرَ أهلك بعد ذلك سجداً وبكيا.
عزيزتي كان عليهم أن يلتموا حولك ليتزودون من تلك المعرفة التي تمتلكينها منذ القدم فأنت لستِ لأول مرة تعانين، ولم تدمع عيناك لأول مرة في هذا الوقت الحزين..
لقد عانيتِ كثيراً وتحملتِ أكثر، فتاريخكِ ينسالُ بين أيديهم بكل لحظة وزمن، وكان عليهم أن يتزودوا منه لإنقاذكِ مما أنتِ فيه الآن، ولكن لاعليك فبغاة الماضي يريدون أن يعيدوا تاريخهم فيك وهذا هو المستحيل بعينه .
دام ثباتك أمامهم، ودمتِ أنت البلدة الطيبة التي يرعاها ربٌ غفور.. دام جمالك الساحر ونظراتك الثاقبة التي تنبئُ عن صحوٍ مستمر وثقة متواصلة.
وإليك نستمر في القول،إن المآسي التي مرت عليك ليست بالقليلة، وإن أهلك اليوم بين رافعٍ لشعارٍ مزيف يريد من خلاله الوصول إلى مقصده المنبوذ، وبين محبٍ لكِ يعمل لأجلك ويقدم من أجل بقائك روحه الغالية.
إن الحق يكاد أن يطيح به الباطل لولا ثبات أهلك؛ لكن الله قد وعد المؤمنين بنصرٍ قريب، وإن السحابة الكئيبة تنقشع سريعاً، وقريبا ستعيشين وسنعيش الأمن والأمان والسعادة رغم الآلام التي نعيشها الآن.
دمت لنا ملكةً بتاجها وغنيةً بأهلها وصابرة مع الصابرين.

المركز الوطتي لعلاج الأورام

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى