المقالات

ماذا يعني اصرار فصيل حراكي معين على الاحتشاد في مدينة المكلا احتفاء بالذكرى التاسعة والإربعين لإستقلال الجنوب دون الآخرين ؟

بقلم الأستاذ / فرج عوض طاحس

image

٣٠ نوفمبر ١٩٦٧ م ، ذكرى عزيزة وغالية     لدى كل مواطني الجنوب ، استعاد الجنوبيون  حريتهم واستقلالهم  في هذا اليوم المجيد ، بعد استعمار بريطاني  دام ١٢٩ عاماً ، قدم الجنوبيون قوافل من الشهداء من أجل الوصول إلى هذا الحدث   التاريخي الهام ،  بعد كفاح مسلح دام  اربع سنوات خاضه  فدائيو الجبهة  القومية ، هذا التنظيم الثوري   الذي تكوَّن من عدة تنظيمات سرية ،حلت نفسها  وانصهرت   في إطار هذا التنظيم  الرائد ، إيماناً منها      بأهمية الهدف  ونبله وعظمته ، ومن أبرزها مايلي :
١-  حركة القوميين العرب  في الجنوب المحتل
٢- الجبهة الناصرية  ٣ – المنظمة الثورية لجنوب اليمن المحتل  ٤- الجبهة الوطنية
٥- التشكيل السري للظباط والجنود الأحرار ٦- جبهة الإصلاح اليافعية ٧- تشكيل القبائل
ثم التحقت ثلاث تنظيمات أخرى بالجبهة القومية هي : ١- منظة الطلائع الثورية بعدن ٢- منظمة شباب المهرة  ٣- المنظمة الثورية لشباب  جنوب  اليمن المحتل
هدفنا من ابراز  هذه الحقائق ، هو التأكيد      أنه امام  عظمة  الهدف  ونبله وأهميته ،  وخدمته  للقضية المحورية والهامة التي يناضل من أجلها الجميع  ويقدمون  التضحيات ، لابد أن يقدم الجميع  تنازلات   بهدف الوصول إلى هذا الهدف الأسمى ، تاركين وراءهم كل المصالح الضيقة  والأنانية ، ملتفين حول القواسم المشتركة التي توحد الجميع . ومايؤلمنا حقاً هو  تعدد المكونات الحراكية في محافظة حضرموت والجنوب بشكل عام  بأسماء مختلفة ، حراك ( س ) من الناس أو ع )،  وكأن القضية صارت ملكية خاصة  ، وليست  مصير شعب   عان  ماعان  من  قمع وتهميش وقتل .
اعداء القضية الجنوبية  الذين يعملون   باستمرار  على تمزيق الصف الجنوبي  واستغلاله لتمرير مشاريعهم ، يسعدهم جدا هذاالتمزق ، مستغلين  ضعاف النفوس المحسوبين على بعض المكونات   الذين  باعوا أنفسهم وقضيتهم  بحفنة  من  المال الحرام ، ليٌبْرِزوهم  وكأنهم يمثلون  هذه المكونات ويعيشون  تحت حمايتهم  ورعايتهم  في كل من صنعاء وبيروت  وطهران ، مع احترامنا وتقديرنا الكبير للرموز  الوطنية المناضلة التي تقف  على رأس بعض هذه  المكونات ولعبت ادواراً بطولية  في أصعب الظروف واحلكها وتحدت آلة قمع السلطة  آنذاك  ، واليوم والقضية الجنوبية  وهي تمر بأخطر مراحلها ، حيث تزداد المؤامرات والدسائس   من قبل عدة أطراف محلية  وأقليمية  ودولية  ، لفرض حلول معينة لاتستجيب  لتطلعات  الجنوبيين وحقهم في تقرير المصير ، تأتي الظرورة  الحتمية والموضوعية لوحدة  كل المكونات  الحراكية تحت قيادة واحدة  وسقف واحد ، وتجنب  أية  أعمال أو فعاليات  من شأنها ان تزيد  من  عمق الخلافات  بين  هذه المكونات ، وتجعل  المكون الذي يصر على العمل منفردا  ويرفض وحدة هذه المكونات  في  إطار سياسي موحد كحامل للقضية الجنوبية ، وممثلها الشرعي الوحيد ، في دائرة الإتهامات والشبهات  الذي يخدم  أجندات معادية ليس إلاّ  .
  لقد انطلقت كثير  من الدعوات المخلصة والصادقة  وبذلت الكثير من الجهود  لوحدة الصف الجنوبي وخلق مكون موحد  كحامل سياسي للقضية  الجنوبية ، لكن للأسف  حتى اليوم لم تر هذه  الجهود  والدعوات النور ، لعلّ الأسباب  تعود  إلى انانية وضيق أفق وحسابات خاصة لمن يقفون على رأس  هذه الممكونات وعدم تقديراتهم لخطورة المرحلة  التي تمر بها القضية الجنوبية ومدى حجم التحديات  التي تواجهها ، وليست هناك عوائق موضوعية  تحول دون تحقيق هذا الهدف الإستراتيجي على الأطلاق ، بل العكس الظروف مهيأة تماما مائة في المائة ، فآلة القمع التي كانت تهيمن على الجنوب وتمارس القمع والقتل والتي كانت معسكراتها منتشرة هنا وهناك ، وتخنق  كل نفس  حر ، غابت ولم تعد لها وجود  ، إلا في بعض المحافظات  أو في جزء منها وبشكل محدود ، ونقولها صراحة لتلك  القيادات التي تتربع على رأس هذه المكونات ، إما أن تكونوا عند مستوى المسؤلية وحسن ظن  الجميع فيكم وتتخذوا قرارات تاريخية  تزيد من رصيدكم النضالي السابق وتخلدكم  في ذاكرة شعبكم ،  أو تتركوا  هذه  القيادة لمن هو اقدر منكم  وأكثر حرصاً على وحدة  الصف الجنوبي  ، قبل أن يلعنكم التاريخ وتصيروا نكرة بعد أن كنتم علما .

المركز الوطتي لعلاج الأورام

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى