أخبار اليمنالمقالات

منفذ الوديعة .. هل لنا في الأمر من شيء ؟؟

بقلم / محمد سليمان

تعالت الأصوات بمحافظة حضرموت مطالبةً؛ بأن تكون إدارة منفذ الوديعة الحدودي، المدنية والعسكرية، بيد أبناء حضرموت وهو الحق المطلق لهم الذي لا لبس فيه ولا ريب ، حق مطلق وإن حاول بعض الانتهازيين المعروفين للجميع، داخليا واقليميا، أن يربطوا جغرافية هذه المنطقة بمحافظة لا ناقة لها فيها ولا جمل ، محاولات يائسة؛ تناقض التاريخ والجغرافيا و المنطق .. هذا الثلاثي الذي يثبت ملكية المنفذ لمحافظة حضرموت .
تحركات بدأت إعلامية تلتها مواقف قوية من قبل السلطة المحلية، ممثلةً بمحافظ المحافظة اللواء / أحمد سعيد بن بريك ومن قبله وكيل محافظة حضرموت لشئون مديريات الوادي والصحراء السابق اللواء / سالم سعيد المنهالي، لتكلل هذه التحركات بمواقف قبلية وشعبية والتي اصبحت ككرة الثلج المتدحرجة، تكبر وتكبر في كل دورة تدور فيها ، ليصل التضامن مع أبناء حضرموت، من قبل الكثير من أبناء محافظة المهرة وكذا نشطاء من محافظة عدن المجروحة.
كل تلك الحركة والتضامن التي تلاقيها قضية ابناء حضرموت من قبل اخوانهم من المحافظات الأخرى إن دلت على شيء، فإنما تدل على ثبوت أحقية أبناء حضرموت بإدارة المنفذ، الذي يقع في حدود أرضهم، بعيدا عن نفوذ الجنرالات الحُمر وهذا الحق الجغرافي والتاريخي العميق تكفله لهم وتؤكده مخرجات الحوار الوطني الذي اقر نظام الاقاليم في إدارة الدولة ، غير ان كثيرا من الحقوق البينة التي لا نقاش فيها تضيع بسبب أخطاء المطالبين بها .
لهذا وبعيدا عن العاطفة؛ يجب علينا نحن الحضارم ان نفكر بعقلانية وإتزان ونضع في حساباتنا اعتبارات ان منفذ الوديعة هو ممر حدودي يربطنا بالمملكة العربية السعودية ولهذه الاعتبارات حسابات اخرى يجب ان توضع امامنا كحق لنا .
من المهم ان نعلم ان من غير الممكن ان تسمح دولة بحجم المملكة تحيط بها الأخطار من كل إتجاه ان تسمح بسيطرة مسلحين غير نظاميين على منفذ حدودي يربطها بدولة شبه منهارة كاليمن، بالإضافة الى الحدود الممتدة على طول الشريط الرابط بين المحافظة والمملكة ، فجنرالات الجيش السعودي ورجالات استخباراتها سعوا جاهدين خلال الفترة الماضية لتحييد دور القوات التابعة لقيادة المنطقة العسكرية الاولى (المحائدة عن الحرب، التي تدور رحاها في اليمن) وذلك من خلال ابعادها عن المناطق الحدودية وابدال مكانها قوات { الأحمر } ، التي تدين بالولاء المطلق للمملكة السعودية..
لذا من غير المنطق ان نطالب بالتسليم لمسلحين قبليين ،غير نظاميين ،لمواقع حيوية مثل منفذ الوديعة الحدودي بحجّة انهم أهل الأرض.
وعلينا ادراك ان السعودية لن تسمح بأن يسيطر على حدودها الشرقية قوات، لا تدين بالولاء لها ولا تثق فيها و لا تأتمر بسلطة سياسية قوية تتوافق مع سياسة المملكة، فيكفيها ما يدور على حدودها الشمالية.. ولا يلدغ المؤمن من ذات الجحر مرتين.
مهم جدا ان يبقى هذا الزخم المطالب بتسليم منفذ الوديعة وان يشترك الجميع فيه ، قبائل ، إعلاميون، مجتمع مدني .. الجميع بدون إستثناء وذلك لإعطاء الشرعية الكاملة للسلطة المحلية بالمحافظة وقوات النخبة الحضرمية للمطالبة ورفع الصوت بهذا الحق مع تقديم كافة الضمانات و التطمينات للجارة الكبرى بأن الحضآرم خير من تستأمنه على حدودها.

المركز الوطتي لعلاج الأورام

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى