أخبار اليمن

تدشين حرب الجبال المطلة على صنعاء ومأرب

صدى الوادي – أخبار محلية

حرب الجبال

منذ سيطرة الجيش الموالي للشرعية، منتصف ديسمبر الماضي، على عاصمة محافظة الجوف ومعسكر ماس في مأرب وجبل صلَب في نهم التابعة لمحافظة صنعاء واستمرارها في “الغيل التي تؤدي الى عمران يمكن القول ان الحرب أخذت طابعا مختلفا على المستويين الجغرافي والديموغرافي.

على المستوى الجغرافي، انتهت القوات الشرعية من السيطرة على السهل في محيط مأرب والجوف، وبدأت فعليا بما يمكن تسميته بـ “حرب الجبال”، التي يتحصن بها مسلحي الحوثس وأتباع الرئيس السابق صالح والحوثي ويعتبرونها خط الدفاع الأول لإعاقة تقدم قوات هادي المسنودة بالتحالف، ومنعها من قضم مزيد من الأرض نحو صنعاء بما يعزز موقفها في التفاوض.

ففي محافظة الجوف هناك جبهتين مشتعلتين، هما جبهة “عقبة خب” شمال شرق “الحزم” عاصمة الجوف، وهي مرتفع جبلي، تدور فيه معارك مستمرة نحو شهر، وفي حال تمكنت قوات الشرعية من السيطرة على العقبة تكون الطريق أمامها سالكة الى “البُقْع” التي تتبع صعدة – معقل الحوثيين- وتقع على الحدود مع المملكة العربية السعودية.

وبالاتجاه الى الجهة الشمالية الغربية لـ “الحزم”، حيث مديرية الغيل التي يستميت مسلحو الحوثي في الدفاع عنها، ويتحصنون بشكل مكثف في الجبال التي مركز المدينة وهي سلسلة جبلية تمتد حتى “فرضة نهْم” غرباً.

ويسيطر الحوثيون على “الغيل” ومنطقة “الصفراء” القريبة من مفرق الجوف الذي يفصل محافظتي مأرب والجوف، منذ العام 2011 إبان الثورة الشبابية الشعبية، وبتجاوز الغيل وبعدها مديريات ما يسمى بـ “الجوف العالي” وصولا الى حرف سفيان بمحافظة عمران، وهو ما يخيف الحوثيين ويدفعهم للصمود عند حدود الغيل بشكل أساس.

غربا تقع “فرضة نهم” وهي الطريق الرئيسية التي تربط محافظتي مأرب والجوف وتعد البوابة الرئيسية لصنعاء من الجهة الشرقية لها بمسافة 40 كم، وتقع وسط سلاسل جبلية شاهقة ووعرة تمثل تحديا لقوات الجيش الموالي للشرعية التي تحاول اقتحامها منذ أسابيع.

لكن بسيطرة القوات الشرعية على جبل “صلَب” وهو جبل مهم ويقع في جغرافية محافظة نهم التابعة لمحافظة صنعاء، تكون تلك قد نجحت في أول اختبار لها في “حروب الجبال” وتمكنت بعد ذلك من السيطرة على نحو 8 قرى في نهم، وتحاول من خلالها تجاوز الصعود المباشر الى “فرضة نهم” والالتفاف عليها من الجهة الجنوبية لها.

وفي مأرب تبقّى “جبل هيلان” ويقع غرب المحافظة وهو جبل يمتد لـ 14 كم لا يزال غالبيته بيد مسلحي الحوثيين وقوات صالح، وقبل أيام شنت قوات الشرعية هجوما وسيطرت على أجزاء مهمة منه.

وتكمن أهمية “هيلان” في أن السيطرة عليه ستمكّن قوات الشرعية من السيطرة على مديريتي “صرواح، و حريب القراميش” آخر مديريات مأرب من جهتها الغربية والانتقال بالمعارك الى جبال “خولان” الى الجنوب من العاصمة صنعاء.

ومن هنا، يتضح أن الحوثيون وحليفهم صالح، يراهنون على الجبال التي يعرفون ظروف الحرب فيها جيدا، ويصعب على طائرات التحالف استهدافهم فيها، فيما تبقى الأيام القادمة مقياسا لمقدار نجاح الرهان من عدمه.

أما من الناحية الديموغرافية، فالمعارك الآن انتقلت الى مربع القبائل التي يعتقد الحوثيون وصالح أن مؤيديهم يتواجدون في هذه المناطق بشكل أكبر، بالإضافة الى أن صالح يعتمد على شبكة شيوخ قبليين نافذين في هذا المناطق، وخصوصا مديريات محافظة صنعاء. لكن في المقابل للسعودية باع طويل في استقطاب رموز هذه القبائل أيضاً، وفي حال تمكنت قوات الشرعية المسنودة بالتحالف من تكثيف الضغط على هذه المناطق سيعلن كثير من أقطاب القبيلة انحيازهم للمعسكر الأقوى كما هو شأن القبيلة في محافظات الشمال في مثل هكذا منعطفات.

وينشط الحوثيون في تنظيم مهرجانات في مناطق القبائل للتحشيد لصد تقدم قوات الجيش الموالي للشرعية والمقاومة الشعبيةوجلب مزيد من المقاتلين الى خطوط النار.

وأمام هذه المتغيرات يمكن وصف المعركة في المراحل القادمة بأنها “كسر عظم” فإما أن تنجز القوات الشرعية اختراقات في الجغرافيا وبالتالي إضعاف حلق “الحوثي صالح” واجباره على تقديم تنازلات أكبر في التفاوض وقسره على تنفيذ القرار الأممي 2216 ، أو أن يتمكن الحوثيون من الصمود أكثر وهو ما ينعكس على شكل ضغوطات على دول التحالف وخصوصا السعودية وهو ما قد يفضي الى تنازلات متبادلة والعودة الى: السلام الهش، الدولة الهشة، الحروب الجزئية والدائمة.

المصدر  : موقع  المشاهد رابط الموقع : http://almashahid.net/news-196.html

المركز الوطتي لعلاج الأورام

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى