عربية ودولية

تقديرات إسرائيلية: وقف إطلاق النار مع إيران مؤقت وجولة جديدة من التصعيد وشيكة

سلّطت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية الضوء على تقييمات سياسية وأمنية تؤكد أن وقف إطلاق النار الأخير بين إسرائيل وإيران، برعاية أميركية، لا يمثل نهاية الصراع، بل بداية مرحلة جديدة أكثر تعقيدًا وخطورة.

ونقلت الصحيفة عن مصادر سياسية إسرائيلية قولها إن السؤال لم يعد “هل ستُستأنف المعركة؟”، بل “متى وأين ستكون الجولة القادمة؟”، في ظل استمرار إيران في تطوير برنامجها النووي، وإصرار إسرائيل على منعه بأي ثمن.

وأكد رئيس جهاز الموساد، ديفيد برنيع، أن بلاده ستواصل مراقبة جميع المشاريع النووية الإيرانية، في إشارة اعتبرها مراقبون تأكيدًا على هشاشة وقف إطلاق النار وأن التصعيد قادم لا محالة.

واعتبر التقرير أن التهدئة لم تكن نتيجة تسوية استراتيجية، بل توازن مؤقت في المصالح، حيث نفّذت إسرائيل ضربات استهدفت منشآت نووية إيرانية، في حين تجنبت إيران مواجهة مفتوحة مع الولايات المتحدة التي شاركت بقصف مواقع نووية في فوردو وأصفهان ونطنز.

وحذرت الصحيفة من غياب آليات رقابة واضحة أو قنوات اتصال مستمرة ضمن اتفاق الهدنة، ما يجعل الوضع قابلًا للانفجار في أي لحظة، سواء عبر هجوم من لبنان، أو طائرات مسيرة من اليمن، أو ضربة غير معلنة في سوريا.

وتوقعت الصحيفة نمطًا جديدًا من الصراع، يتمثل في جولات سريعة ومكثفة، تتكرر كل بضعة أشهر في ساحات متعددة، مما يستدعي تدخلًا أميركيًا متزايدًا لتفادي حرب شاملة.

في السياق الأميركي، اعتبرت الصحيفة أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب تعامل مع الأزمة بعقلية “صناعة الترفيه”، حيث أدار التدخل العسكري كأنه موسم درامي، من قصف مفاجئ إلى إعلان وقف إطلاق النار، ثم تهديدات جديدة، فيما وصف الجولة بـ”حرب الـ12 يومًا”.

وأضافت أن التصريحات المتضاربة من واشنطن، والتقديرات المختلفة بشأن حجم الأضرار في البرنامج النووي الإيراني، تعزز القلق الإسرائيلي من غياب استراتيجية أميركية واضحة، خصوصًا مع تراجع الدعم الشعبي الأميركي لأي تدخل عسكري موسع.

وانتقدت المراسلة السياسية للصحيفة تعامل ترامب مع الأزمة، مشيرة إلى أنه طالب إسرائيل بإلغاء محاكمة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، في خطوة فُهمت على أنها مقايضة ضمنية مقابل الدعم الأميركي المستمر.

وتختم الصحيفة تقريرها بالإشارة إلى أن التوتر القائم بين إيران وإسرائيل، في ظل غياب اتفاق طويل الأمد، قد يؤدي إلى جولة جديدة من التصعيد، إذا لم تحسم الولايات المتحدة موقفها بشكل قاطع.

المركز الوطتي لعلاج الأورام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى