المقالات

جبران صالح علي حرمل : اناطالب .. ولست لاجئ !!

أكتب وأعلم بإن حروفي لاتروق للبعض ، والبعض هم ، أخي ، وصديقي ، وزميلي ، من أبناء بلدي وجلدتي ، لكني اكتبها مبتسماً ، صافياً ، ليس بدافع آخر ، أنسجها بخيوط الود ، والاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية ، نعم هذا حالي ولست مجبر أن أحلف الأيمان الغليظة على ذلك ، اكتبها وبجواري جهاز المحمول يرن بين الفينة والأخرى ، لأصدقاء وزملاء هم ممن اكتب هنا عنهم لكن التواصل بيننا قائم ، لاتبرم بيننا ولابغضاء في رؤانا وأحلامنا ، بل يتخلل حديثنا ومن باب الدعابة وتلطيف الجو بعض الطرائف ، اكتب قائلاً :

أنا طالب .. ولست لاجئ ، ابتعثت لأطلب العلم ، لا ..لأطلب اللجوء ، ابتعثت للذهاب للجامعة والكلية ، ولست للمفوضية السامية ، ابتعثت للحصول على الدرجة والشهادة (بكالوريوس، ماجستير، دكتوراه ) ، ولست للعضوية والبطاقة الصفراء والزرقاء…الخ ، ابتعثت ولدي راتب قليل أو كثير لكني رضيت به من البداية ، يتأخر وصوله ، لكنه في الأخير سيأتي ، ابتعثت ولدي راتب ، ولست بحاجة للمعونة والمساعدة ، لا ضير من العمل وتزويد الدخل وادخار بعض النقود ، اذا كان للطالب متسع من الوقت ، وبشكل لا يأثر على الغاية التي ابتعث من أجلها .

أنا طالب .. والجهة الوحيدة التي تمثلني هي التي احمل جنسيتها وتعمل باسمي سفارتي وملحقتي الثقافية ، وليس مجموعة من الأصدقاء والزملاء المتكرر اعلاناتهم الفيس بوكيه ، وبانهم يمثلوني يمينا وشمالاً ، نعم .. وألف نعم .. فيهما قصور .. بل قصور مشين لكن لا يدعو ذلك للنفور منهما… بل للوقوف صفاً واحد ، فالحقوق لا تعطى وإنما تنتزع ، وما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا ،وعلى هذه الجهات ان تسمع لهذا المعاناة باذان صاغية وصدر رحب ، ويكون حالها وشعارها (رحم الله أمرئ أهدئ إلى عيوبي) .

أنا طالب .. لدي منحة رسمية ، ويحكمني قانون يُسمي (قانون البعثات والمنح الدراسية) يقول فيما يقول: ( يشترط للإيفاد استيفاء تعهد خطي من الموظف أو الطالب يتعهد بمقتضاه بأداء الواجبات والوفاء بالالتزامات وتجنب إتيان أي فعل من الأفعال المحظورة عليه كموفد ) وفيه باب  يُسمى (واجبات الموفد والمحظورات عليه ) ويشير فيما يشير بإنه يحظر على الموفد (مغادرة البلد الموفد إليه إلى بلد أخر) بل وحتى (العودة إلى أرض الوطن )  أثناء الدراسة ومدة الإيفاد إلا إذا كان في مهمة علمية أو إجازة رسمية . وتنص بعض مواده بإنه يحظر على الموفد:(التخلف عن العودة إلى الوطن أو الامتناع عن العودة بعد انتهاء مدة الإيفاد) .

أنا طالب .. أصرخ أن تم قطع راتبي ، وارفع نقطة نظام على ذلك ، وارفع وبداخل أروقة وبطن من تمثلني اللافتات نريد مستحقاتنا ، نريد البت في منح التبادل الثقافي ، نريد إعادة من تم اسقاط أسمائهم من كشوفات المساعدة ، نريد تطبيق قانون البعثات والمنح وإسقاط البدعة السيئة (كون التخصص إنساني) بإعطاء الطالب ربع مدة الإيفاد …الخ . مطالب مشروعة مائة بالمائة .

نصرخ وتعلو اصوتنا وحق لها ، ونخلع لها كما يُقال القباعات وبلهجتنا وعاداتنا وتقاليدنا نرفع لها الشيلان والغتر، احتراماً واجلالاً وعرفاناً ، ونشد على ذلك ، وندعو ونبارك هذا العمل  .

وفي المقابل هذه الجهات الرسمية لها الحق ان تطلب كشف من المفوضية بأسماء المسجلين لها  كشف باسم (الطالب اللاجئ) الذي شط عن ما ابتعث له ، وحق لها تنزيل المساعدة المالية المخصصة له .

ولذا أتساءل اتعتقدون بان هذه المفوضية ستعطي اللجوء ؟ الإجابة هي النفي ، وهذا الاختيار والجواب النافي نابع من عوامل عديدة لا يتسع المقام لذكرها ، ولذا إن كان هناك تنسيق كما اسمع وأقرئ عبر شبكات التواصل الاجتماعي من قبل الزملاء مع هذه المنظمة فقدموا لها كشف بعدد جميع الباحثين والطلاب بجمهورية مصر العربية ، للنظر ما الخدمة التي تقدمها أن كانت مساعدة مالية ، أو حتى بطاطين ، أو سلة غذاء أو غيرها ، فتسري على الجميع ، ومن لا يريد ذلك فترحل لزميلة.

ماعدا ذلك فإنا طالب ولست لاجئ ، وقد كتبت ما كتبت ، ولسان حالي الباطن والظاهر ، كما ذكرت في البداية يفوح بعبارات مهذبة ،  مبتسماً ، صافياً ، ليس بدافع آخر ، إنما الحب وحبنا وتقويمنا لبعض والدلو برأينا لا يفسد للود قضية .

المركز الوطتي لعلاج الأورام

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى