عربية ودولية

فرص نجاح الاتفاق الروسي التركي بسوريا

صدى الوادي / أخبار عربية ودولية .

خلص تقدير موقف صادر عن المركز العربي للأبحاث إلى أن فرص نجاح الاتفاق الروسي التركي الأخير بشأن سوريا هي الأكثر جدية منذ بدء الأزمة بهذا البلد في مارس/آذار 2011.

وأُعلن الاتفاق في أنقرة يوم 29 ديسمبر/كانون الأول الماضي، على أن يبدأ تنفيذه في اليوم نفسه وبضمانات تركية وروسية، حيث تم الاتفاق على أن يشكل وقف إطلاق النار بدايةً لعملية سياسية لحل الأزمة السورية تنطلق أواخر يناير/كانون الثاني الجاري في مدينة أستانا عاصمة كزاخستان، بين النظام السوري والمعارضة.

ولكن ما الذي يجعل هذا الاتفاق مختلفًا عن سابقيه؟ ولماذا قد ينجح الجهد التركي الروسي في حل الأزمة السورية، في حين فشل الجهد السابق كله في وضع حد لها؟ وهل هناك معطيات مختلفة هذه المرة؟

ووفق تقدير الموقف فإن تصاعد الآمال بنجاح الاتفاق الروسي التركي يأتي في ظل فشل التفاهم الروسي الأميركي بشأن سوريا، مقابل تقارب روسي تركي، إضافة إلى إشراك إيران في التسوية لتحييد قدرتها على تعطيل الاتفاق واعترافا بنفوذها في النظام السوري، رغم ما تبديه طهران من تحفظات على التحركات الروسية التركية.

ويضيف أن كل المؤشرات تدل على جدية الطرفين (الروسي والتركي) ومصلحتهما في السعي للوصول بالأزمة السورية إلى نهايتها، فالروس يريدون -بعد أن قلبوا بتدخلهم المعادلات الميدانية- إثبات قدرتهم على صنع السلام انطلاقًا من حجم التأثير والنفوذ الذي باتوا يملكونه في سوريا ولدى الفاعلين الإقليميين، كما أن روسيا لا تريد أن تغرق أكثر في المستنقع السوري في ظل أوضاع اقتصادية سيئة تمر بها.

أما تركيا فقد باتت تنظر إلى الأزمة السورية باعتبارها خطرًا يهدد وحدتها واستقرارها في ظل تنامي التهديدات الأمنية الناتجة من استمرار الصراع، إذ أنها تخوض حربًا مزدوجة ضد تنظيم الدولة وحزب العمال الكردستاني في آن معًا، كما أن الدعم الأميركي للأكراد يزيد مخاوفها من احتمال إنشاء دولة قومية كردية في الشمال السوري.

كما أن النفوذ الكبير الذي يملكه الروس والأتراك لدى أطراف الصراع السوريين والإقليميين، وظهور ما يشبه حالة إجماع دولي وإقليمي على وجوب إنهاء الأزمة التي شملت أضرارها الجميع بدرجات متفاوتة، أمور تجعل احتمالات نجاح الاتفاق الأخير أكبر مما سبقه من اتفاقات بشأن الأزمة السورية.

لكن رغم ذلك، هناك صعوبات كبيرة ربما تكتنف إمكانية التوصل إلى حل، وقد تحصل جولات قتال أخرى قبل الوصول لهذه النقطة، وذلك بسبب تباين توقعات مختلف الأطراف حول طبيعة هذا الحل ومخرجاته، خاصة في ظل تمسك النظام السوري بأدبياته حول الأزمة، ومساعيه لتحقيق مكاسب على الأرض تجري ترجمتها على طاولة المفاوضات، وموقف إيران المتماهي معه بهذا الشأن.

في الوقت نفسه، لا تزال التحديات ماثلة أمام المعارضة باتجاه تقديم بديل مقنع (سياسي وعسكري) يكون على مستوى التضحيات التي قدمها الشعب السوري والبسالة التي واجه بها أحد أسوأ الأنظمة التي واجهها أي شعب في سعيه نحو التحرر من الطغيان.

المركز الوطتي لعلاج الأورام

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى