المقالات

توماس جوسلين .. تقارب بين روسيا وحركة طالبان

كشف باحث أميركي عن أن روسيا توطد علاقاتها مع حركة طالبان أفغانستان وتحض الدول على التعاون معها “في مخطط يهدف إلى إضعاف” حلف شمال الأطلسي (الناتو).

وكتب توماس جوسلين -أحد كبار الباحثين بمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات- تقريرا في موقع (ذي ديلي بيست الإخباري الأميركي قال فيه إن الحكومة الروسية تدافع علنا عن طالبان وذلك بعد مرور أكثر من 15 سنة على الحرب الأميركية في أفغانستان.

وأشار إلى أن موسكو استضافت الأسبوع الماضي مبعوثين صينيين وباكستانيين لبحث الحرب في أفغانستان دون أن توجه الدعوة لحضور الاجتماع إلى أي مسؤول أفغاني.

وأوضح أن الدول الثلاث -روسيا والصين وباكستان- دعت المجتمع الدولي إلى إبداء “مرونة” في تعامله مع حركة طالبان التي قال إنها تظل “العدو الأشد خطورة” على حكومة كابل، بل إن روسيا -يقول جوسلين- جادلت بأن طالبان تعتبر “درعا واقيا” وضروريا في الحرب ضد ما يُسمى بتنظيم الدولة الإسلامية.

من جانبه، ينظر الجيش الأميركي إلى هذه المقاربة الروسية على أنها خطوة أخرى ترمي إلى تقويض حلف الناتو الذي يخوض قتالا كل يوم ضد الحركة وتنظيمي الدولة الإسلامية والقاعدة.

وأورد جوسلين تصريحات المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زخاروفا في مؤتمر صحفي عقب اجتماع موسكو الثلاثي، قالت فيها إن “الدول الثلاث عبرت عن قلقها بصفة خاصة من تزايد نشاط “الجماعات المتشددة” في أفغانستان، بما في ذلك فرع تنظيم الدولة في البلاد.

وأضافت زخاروفا أن روسيا والصين وباكستان وافقت على “استشراف نهج مرن من أجل شطب أسماء شخصيات (طالبانية) بعينها من قوائم عقوبات الأمم المتحدة وذلك في إطار الجهود الرامية إلى تشجيع حوار سلمي بين كابل وحركة طالبان”.

وسرعان ما رحبت طالبان -التي تطلق على نفسها اسم إمارة أفغانستان الإسلامية- بمبادرة اجتماع موسكو الثلاثي في بيان بثته على الإنترنت في 29 ديسمبر/كانون الأول الماضي.

وتعليقا على هذا التطور، قال جوسلين في تقريره إن طالبان بطبيعة الحال غير مهتمة بالسلام والأمن، فالحركة التي يصفها بالجماعة الجهادية تريد الخروج ظافرة من الحرب الأفغانية ومن ثم فهي تستغل المفاوضات مع القوى الإقليمية والدولية لتحسين وضعها.

ونوه إلى أن طالبان لطالما استغلت مباحثات سلام مع الولايات المتحدة والقوى الغربية “ذريعة” لإبطال مفعول العقوبات الدولية التي تحد من قدرة كبار قادتها على السفر إلى الخارج لجمع التبرعات السخية ولتحقيق “مآرب أخرى”، دون حتى أن يطرحوا مبادرات جادة نحو السلام حسب تعبير كاتب التقرير.

وخلص جوسلين إلى أن روسيا تعكف حاليا على تمكين دبلوماسية طالبان “المخادعة” بالتظاهر بأن تنظيم الدولة الإسلامية يشكل تهديدا “أكثر إثارة للقلق”، ورأى في ذلك حيلة ظل الروس يتبعونها لأكثر من عام.

واستطرد قائلا إن الحجة التي يدفع بها الروس تقوم على أساس أن تنظيم الدولة يمثل قوة “عالمية”، بينما طالبان ليست سوى حالة “محلية مزعجة”.

ودعا في ختام تقريره إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى توجيه رسالة واضحة مفادها أن حركة طالبان وتنظيم القاعدة سيظلان “عدونا في أفغانستان”.

المركز الوطتي لعلاج الأورام

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى