المقالات

طارق علي بن محفوظ : حضرموت أرض الخير والسلام

هلموا بنا لنبني حضرموت
حضرموت الخير والسلام .
حضرموت ارض الخير والمحبة والسلام ..
انتكاسات حضرموت منذ البديء .. بديء الهجرات والهروب والرحيل ..
لقد رحل من حضرموت اﻵباء والاجداد الى ارض الاغتراب .. وفي نفس كل منهم غصة وونة وأنين لفراق الارض والاهل والولد .. وكانت السنين الماضية لها من المشقة والمكابدة الشيء الكثير . . من السفر عبر القوافل ومن ثم مواصلة الرحلة عبر المراكب الشراعية والتي قد تصل بهم الى وجهتهم في جنوب آسيا أو إفريقيا بعد شهور مضنية وقاسية او قد تعيد بهم الرياح الى مرافيء إنطلاقهم مرة أخرى . .
ومع تحسن وسائل السفر في المواصلات بالسيارات وبالطائرات زادت أعداد المهاجرين الحضارم الى وجهات جديدة ومنها دول الخليج وخاصة المملكة العربية السعودية ..

حتى أصبح لكل بيت من البيوت الحضرمية عددا من المهاجرين . إن لم يكن سكان البيت كله اصبحوا من اعداد المهاجرين وختموا على بيتهم بالشمع الاحمر الى اجل غير مسمى ..

ولقد كانت هناك عوامل أساسية ﻷسباب الهجرة ومنها العامل الرئيسي لطلب المعيشة والرزق .. وأخرى بدافع الهروب من الانتقام والثارات القبلية والحروب .. وعامل الاضطهاد الديني والسياسي ..

ولربما لم تجتمع هذه العوامل دفعة واحدة على أي شعب من شعوب الارض كما إجتمعت على الشعب في حضرموت … فأصبح معظم هم المواطن الحضرمي داخل البلد منذ بدايات نشأته (صباه ) الا بالتفكير بالهجرة ونوعية العمل الذي سيقوم به .. وهكذا فعلا ساهم في بناء بلاد المهجر واعطى لها كل عصارات تفكيره وابداعه وجهوده ولربما إنقضت سنوات شبابه وهو في بلاد المهجر .. ومن المفارقات العجيبة أن من بين هؤلاء المهاجرين الكثير من اﻷشخاص الذين قد مارسوا العنف والاضطهاد بحق مواطنيهم ﻷسباب سياسية او عرقية او دينية في فترات ما بعد عام 1967م وحتى نهاية تسلطهم وحكمهم أواخر الثمانينات من القرن الماضي .. فقد يتلاقى الظالم والمظلوم على صعيد مناسبة من المناسبات …

و في حضرموت اراد البعض ان يتسلطن ويتفرعن ويستحوذ على ماشاء له من خيراتها ومواردها بأية وسيلة كانت فكان من بين هؤلاء الذي انخرط ضمن جماعات متطرفة دينيا او خلقيا او قبليا او مع مجاميع مارقة في الخلق والدين وإن تكون على حساب اهله او عشيرته او حتى امه او أبيه وهذا ماحصل فعلا أيام حكم النظام الشمولي البغيض و حتى مابعد ذلك النظام وفي سنوات الوحدة الى عهدنا هذا وذلك قد تعود ﻷسباب منها رواسب عقدية واجتماعية وحزبية وأهمها هو عامل الفقر الذي كاد أن يضرب معظم المجتمع الحضرمي لفشل الدولة و ﻷنهيار الاقتصاد والمعيشة وتفشي عامل البطالة ..ولا زالت الاوضاع السيئة على ماهي عليها بالاضافة الى تدني المستوى اﻷمني التي تحدث هنا وهناك . .

والان وبعد تلك الحقب من السنين فهل لنا من عودة وآستقرار في الوطن شأننا في ذلك كشأن بقية شعوب الارض ؟
وبرغم إدراك الجميع فإن الاوطان لاتبنى الا بسواعد أبنائها ولن تأتي قوة من خارج الوطن لتعمر ولتنهض بالوطن .. تلك مسألة مفروغ منها ..

ولا نخفي القول بأن هناك أفرادا او مجاميع داخل البلاد تعيش حياة رغبدة ولكنها تعيش على حساب بؤس وتعاسة اﻷغلبية فهم هؤلاء الفاسدون وأصحاب المصالح من تلك أوضاع باتوا يحافظون على مراكزهم ومصالحهم . . ولا يبالون في بؤس وشقاء وعذاب الملايين من الشعب ..
فلابد من ثورة اخلاقية وفكرية وتغيير كامل في تركيبة السلطة لتعبر ولتحقق طموحات وآمال الشعب في حياة هانئة سعيدة ومستقرة …
والى مقال آخر بإذن الله تحت عنوان : (تعالوا الى كلمة سواء .)

بقلم :
طارق على بن محفوظ ..
جدة المملكة العربية.

المركز الوطتي لعلاج الأورام

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى