عربية ودولية

مخيم بالقدس يتضامن مع حلب بحملة شعبية

صدى الوادي / أخبار عربية ودولية .

في الشارع الرئيسي لمخيم شعفاط شرق القدس المحتلة، تصدح عبر مكبرات الصوت بأغان لمدينة حلب من وحي الثورة السورية، فيأخذك الصوت إلى مقر الحملة الشعبية “حملة الوفاء إلى حلب الشهباء”.

انطلقت الحملة التي تستقبل التبرعات المالية فقط يوم الجمعة الماضي من المسجد الأقصى المبارك، بفكرة من شباب المخيم الذين أرادوا دعم إخوانهم في حلب بعد الظلم الذي وقع عليهم والمجازر التي ارتكبت بحقهم، وتوزعت صناديق التبرعات في معظم مساجد مدينة القدس داخل الجدار، من بيت حنينا شمالا حتى جبل المكبر في الجنوب.

أثناء إعداد هذا التقرير في مقر الحملة، رأينا ثلاث حصالات نقود شبه ممتلئة بجانب صندوق التبرع الذي لفت جوانبه بصور المجازر والدمار في حلب، ادخرها أصحابها الأطفال لشراء حاجات خاصة حلموا بالحصول عليها، لكنهم تبرعوا بها.

مدخرات وحصالات
الطفل ناصر (12 عاما) هو أحد طلاب المدارس الذين حضروا للتبرع أثناء عودتهم من المدرسة، قدموا مبالغ قليلة وهي ربما تكون ما تبقى من مصروفهم اليومي، وقد دفعتهم مشاهد جثث أطفال حلب ليقدموا قدر استطاعتهم لمن كتب لهم القدر أن يبقوا على قيد الحياة.

يقول ناصر “طلبت من والدي أن يعطيني مبلغا إضافيا لأتبرع به، أوجعني قلبي من مشاهد جثث ودماء الأطفال في الشوارع وبين الركام”.

بحسب المقدسي عمر محيسن وهو أحد شباب مخيم شعفاط المشرفين على الحملة، فإن المخيم سجل أكبر نسبة تبرعات في المدينة، وأضاف “رغم الظروف الصعبة للأهالي والوضع المعيشي والاقتصادي الصعب، يأتي الصغار والكبار ويضعون قدر استطاعتهم في الصندوق، بعضهم فضل تأجيل شراء بعض احتياجاته من أجل المساهمة بالحملة”.

بعد ثلاثة أيام على انطلاقها، جمعت الحملة حتى الآن حوالي 150 ألف شيكل، وهي إحصائية لا تشمل عددا من الصناديق التي لم تفتح بعد، وبحسب محيسن فإن هذا الرقم يعكس شعور المقدسيين مع إخوانهم في حلب “خاصة وأننا كشعب فلسطيني نمر بذات الظروف”.

ما ساعد القائمين على استمرار الحملة هو عدم تبعيتها لأي فصيل أو حزب سياسي، وإنما حملة شعبية خالصة، تضم وجهاء وشباب من القدس، كل يساعد بحسب إمكانياته وقدرته، فمقر الحملة مثلاً، تبرع به جزار من أبناء المخيم سيفتتح محله بعد أسبوعين، حسب المنظمين.

لكن أكثر ما يؤرق المتبرعين هو الأمانة وضمان وصول تبرعاتهم إلى النازحين من أهالي حلب، وهنا يؤكد “أبو يزن” وهو أحد المشرفين على الحملة أيضا، أن اتفاقية تعاون وقعت بين محامي الحملة الشعبية ومنظمة التنمية المحلية في تركيا ومنظمة المنار السورية.

وتقضي الاتفاقية بنقل الأموال وشراء المنظمتين لاحتياجات النازحين وتسليمها إياهم، كما تنص على جدولة أسماء النازحين المستفيدين من الحملة وتوثيقها، لتكون دليلا للمتبرعين يضمنوا فيها أن أموالهم وصلت إلى مستحقيها.

حضور مخيم
حملة الوفاء لحلب الشهباء ليست الحملة الأولى التي يساهم فيها أهالي مخيم شعفاط، فقد نظموا سابقا حملات لإغاثة مخيم جنين عند اجتياحه في 2002، وعقب الحروب المتلاحقة على قطاع غزة، كما نظموا حملة لنصرة مخيم اليرموك، وأخرى لمساندة عائلة الشهيد إبراهيم العكاري بعد أن هدم الاحتلال منزلها.

في المخيم حيث المقر الرئيسي للحملة، تنطلق عصر كل يوم مسيرة خاصة بالحملة، ينادي الشبان عبر مكبرات الصوت داعين الأهالي إلى التبرع وتسهيلا على من لا يستطيعون الوصول إلى المقر عند مدخل المخيم.

كما يعرض عبر صفحة الحملة على فيسبوك فيديو ترويجي للحملة، وفي المقر تعرض عبر شاشة كبيرة مقاطع فيديو لحلب، ويخطط منظموها إلى الخروج بمسيرة كشفية.

المركز الوطتي لعلاج الأورام

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى