المقالات

مقتل عناصر حزب الله في سوريا يثير غضب الأرامل والأمهات اللبنانيات

يكلّف تورط حزب الله في الحرب في سوريا، بالإضافة إلى أنشطته غير المشروعة الأخرى، المجتمع الشيعي في لبنان حياة شبابه، مما يولد حالة من الاستياء المتزايد بين النساء اللواتي يفقدن أزواجهن وأبناءهن .

ومن هؤلاء النساء، إلهام التي طلبت استخدام اسم مستعار خوفاً على سلامتها، والتي قالت إنها فقدت ابنها البالغ من العمر 24 سنة قبل أشهر قليلة في الحرب في سوريا.

وذكرت أنها كانت ترسم بمخيلتها أحلاماً كثيرة له، منها أن يكون له عمله الخاص وأن يتزوج، إلا أن إصراره رغماً عنها على القتال في صفوف حزب الله ، حوّل أحلامها إلى كابوس.

وأكدت أن مقتل ابنها هو جرح لن يندمل.

وأوضحت “لم أتصور يوماً تحول تأييد ابني له [لحزب الله] لالتزام يقوده للقتال في سوريا، وفي حرب ليست حربنا كلبنانيين”.

وتابعت أنه “كان يعمل ويعيش حياته الطبيعية إسوة بأشقائه وشقيقاته، إلى أن فاجأنا بالتزامه واكتشافنا أنه ملتزم عسكرياً أيضاً”.

وقالت الهام “شارك بجولات عديدة [من الخدمة] وكان يعود إلينا سالماً، إلا في المرة الأخيرة التي أعيد فيها إلينا قبل أشهر محملاً بكفن ولتنهال علينا التبريكات على أنه شهيد”.

وقالت إن “حقيقة الأمر هي أني أم فقدت ابنها الشاب بحرب لا تعنيني. ذهب من دون موافقتي وقتل”.

وأكدت أنها في حالة غضب لكنها لا تستطيع التعبير عن غضبها علناً، قائلةً “أعتقد أن أمهات كثيرات ممن فقدن رجالهن وأولادهن بحرب سوريا يساورهن الشعور نفسه”.
لا تعويض عن الحياة

وذكرت أن مسؤولين من حزب الله “قاموا بمواساتنا خلال زيارتنا للتبريك بكلمات وقدموا لنا مبلغاً من المال كتعويض، فيما أموال الدنيا لا تعوض خسارتي له”.

وأضافت “وعدوا بمساعدتنا والاهتمام بنا، وننتظر وأعتقد أننا لن نحصل على أكثر مما حصلنا عليه”.

وسألت “لست مقتنعة بأسباب مقتله ولا بمقتل شبابنا. متى سيقف النزيف؟”

في هذا السياق، قالت الأستاذة الجامعية في علم النفس والناشطة في مجال حقوق الإنسان منى فياض، إن حزب الله المدعوم من إيران “يدفع شباب الطائفة الشيعية للموت”، وتُترك الزوجات والأمهات في حالة حداد.

وأوضحت “بعدما بات عدد القتلى بسوريا كبيراً، أوقف الحزب التعداد ولم يعد يعلن عن الأرقام الحقيقية ويكتفي بالإعلان عن مقتل من لديهم حيثية ومكانة حزبية. أما الفقراء فيسكتون عائلاتهم بمبلغ من المال”.

وذكرت فياض وهي من الطائفة الشيعية وقد دانت تورط حزب الله في الحرب في سوريا وتأثيره على المجتمع الشيعي في لبنان في أكثر من مناسبة، أن التعويضات المقدمة لعائلات من قتلوا في سوريا ليست متساوية نظراً للفساد والتمييز داخل الحزب.

وأشارت إلى أن النساء اللواتي يفقدن أزواجهن أو أبناءهن يرضينهن ببعض المال أو بشقة سكنية، ويتم تزويج ببعضهن زواج متعة.

وأكدت فياض أن عدداً من هؤلاء النساء وهن أمهات وزوجات، “متضايقات لأنه مفروض عليهن الصمت، وهن غير قادرات على التعبير عن غضبهن بصوت عالٍ لحاجتهن إلى دعم مالي واقتصادي”.
استياء داخل الطائفة الشيعية

بدوره، اعتبر الصحافي ابراهيم حيدر الذي يكتب في صحيفة النهار، في حديث للمشارق أن “التململ داخل بيئة حزب الله والمؤيدين له ممن يُقتل أزواجهن وآباؤهن وأبناؤهن بسوريا موجود وبات بعض منه يخرج للعلن”.

وأوضحن أن النساء هن اللواتي يعبّرن عادةً عن هذا الاستياء، أي الزوجات والأمهات اللواتي “فقدن الأعز على قلوبهن، ولا يمكن تعويضهم”.

ولفت إلى أن “الحزب يعّوض عن هذه الخسارة بالماديات والخدمات [بالاستناد إلى نظام] يميّز بين شخص وآخر”.

وتابع “يقدم الحزب [حزب الله] خيار الانخراط والتورط بالداخل السوري، على ما عداها من ملفات أخرى. لكنه اليوم وبعد أكثر من أربع سنوات على انغماسه بسوريا، يقف على مسافة شاسعة من اللبنانيين الذين لا يريدون التورط والمشاركة بحرب يذهب ضحيتها يومياً مدنيون”.

وأكد أن اللبنانيين الذين يرفضون تدخل حزب الله في سوريا يتساءلون عن جدوى هذا التدخل، كونه يكبد الحزب خسائر كبيرة ويتسبب بمقتل الشباب يومياً.

وأضاف أن “هذه أسئلة تظهر إلى العلن أيضاً داخل الطائفة الشيعية”.

المركز الوطتي لعلاج الأورام

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى