عربية ودولية

قبيل لقاء الصقور.. ملامح معركة “شرسة” بين ماي وترمب؟

صدى الوادي / أخبار عربية ودولية .

على ما يبدو فإن الاتفاق “الظاهري” وحياكة خيوط لعلاقة “متينة” تبشر ببداية عصر ذهبيّ بين الإمبراطورية البريطانية والولايات المتحدة الأميركية، لا تعدو كونها مرحلة “مؤقتة” سابقة لمعركة شرسة قد لا تخلو من التحدي والتناقض في الرؤية والسياسات المتبعة بين ماي وترمب.

وإذا كان الرئيس الأميركي دونالد ترمب قد دشن في الأيام القليلة الماضية بداية مرحلة جديدة من العلاقات التجارية والاتفاقيات الاقتصادية بين بريطانيا وأميركا ” لجعل من الـBREXIT أمراً عظيماً ” على حد قول الرجل الأورانجي، فإن التصريحات “الصاروخية” لرئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي قبيل اللقاء المرتقب مع ترمب في زيارة رسمية إلى البيت الأبيض، جاءت لتنسف أيّ “علاقة مميزة” متوقع بناؤها بين الزعيمين.

جاء عرض ماي لأبرز محاور النقاش المنتظر يوم السبت المقبل التي يمكن اختصارها بـ 3 عناوين رنانة “العلاقات التجارية واتفاقية الناتو ومكافحة الإرهاب”، ممزوجة بنبرة تحدٍ قائلةً: “لن أتراجع عن مواجهته في قضايا أجدها غير مقبولة”، في إشارة منها إلى نظرته الدونية للمرأة وتعليقاته ضد المسلمين.

ظهور ملامح فشل العلاقات الديبلوماسية بين البلدين بدأت شرارة انطلاقتها حين استبعد داوننغ ستريت تعيين السياسي البريطاني نايجل فاراج المؤيد لخروج بلاده من الاتحاد الأوروبي بمنصب سفير بريطانيا في الولايات المتحدة، بعد إبداء ترمب رغبته في تعيين نايجل في المنصب، لتأتي تصريحات ماي الأخيرة لتزيد الطينة بلة.

وإذا كانت تهدف ماي بزيارتها الرسمية بالدرجة الأولى إلى توطيد العلاقات التجارية بين البلدين عبر توقيع اتفاقيات تجارية جديدة تمهيداً إلى مرحلة ما بعد الخروج من السوق الأوروبية، ليصل بها الأمر حتى لتعرب عن عدم قلقها من سياسة ترمب الحمائية مستندة إلى رغبته ببناء علاقة قوية مع المملكة المتحدة، غير أن عددا من كبار المحافظين يدعون ماي لتوخي الحذر والحيطة في علاقاتها المستقبلية مع ترمب.

 

إذ يعتبرون أن خطاب تنصيبه كان “غير اعتيادي ويتعمد الانقسام والمواجهة”.

بل على عكس توجه ماي لبناء “علاقة مميزة وقوية” على حد قولها مع الولايات المتحدة، استهجن جيريمي كوربين، سياسي بريطاني من حزب العمال، الثقة التي تبرزها الأخيرة قائلا: “لم تكن هناك أي علامات على علاقة قوية مع أي دولة في العالم في خطاب تنصيب دونالد ترمب، بل كانت أميركا أولا، أميركا فقط، وأميركا لخدمة شعبها”.

لم يخلُ تحذير كوربين من الرسائل المبطنة مستنكراً: “أن تنقلب الأمور رأساً على عقب ويقدم ترمب “فجأة” على عرض صفقة التبادل التجاري مع بريطانيا، التي لا يتوفر لديها أيّ قيود لحماية المستثمرين المحليين، حيث يمكن للشركات الأميركية الدخول للسوق البريطانية والانضواء تحت شبكة الخدمات الصحية الوطنية ” NHS “، من هنا على ماي أن تكون حذرة للغاية”.

وسط هذه الشكوك التي تلف نوايا ترمب الاقتصادية “الحقيقية” تجاه المملكة المتحدة، وهل تصدق التكهنات ويقوم الرئيس الأميركي بـ “رد” الزيارة الرسمية إلى بريطانيا في وقت لاحق من العام كما يجري تداوله؟ أمّ أن لقاء ماي السبت المقبل سيقلب الموازين رأساً على عقب ويحمل مفاجآت غير منتظرة؟

المركز الوطتي لعلاج الأورام

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى