أخبارحضرموت

كيف وصف إعلامي ناشئ فريق الكشافة في وادي حضرموت ؟!

صدى الوادي – حضرموت / خاص

وصف الشاب /علاء باشعيوث الهاوي في المجال الاعلامي فرق الكشافة في وادي حضرموت وما يقومون به أعمال في الوادي وكيفية طرق عيشهم، عبر تدوينه مقالاً على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” يحمل عنوان “جيشٌ بلا بندقية؟!” ..

ويصف باشعيوث مراحل العمل في فرقة الكشافة واقامة المخيمات الكشفية وغيرها ..

نص التدوينة :

 

تجاوزت بعد توفيق الله المرحلة الأساسية بنسبة96% وتحققت لدي شروط الالتحاق بثانوية نموذجية كان حلم كل طالب متفوق في المرحلة الاساسية أن يلتحق بها،

دخلتُ إمتحان القبول للثانوية وبحمد الله وتوفيقه تجاوزت ذلك الامتحان وتم قبولي فيها،

كان من ضمن نشاطات تلك الثانوية تخصيص حصة في الاسبوع لمزاولة نشاط يتم فيه تقسيم الطلاب الى جماعات كلاً حسب رغبته الصحة،الروبوت،الحاسوب،الإعلام،الكشافة،الإنشاد…الخ وكنت مهوساً بالتصوير والمونتاج منذ أن كنت في الصف السابع إبتدائي لذا كان من البديهي أن أختار الجانب الإعلامي من هذا النشاط

كانت حصة النشاط يوم الثلاثاء من كل اسبوع بعد انتهاء الاستراحه وكنتُ عندما اريد الذهاب الى مكان نشاط الاعلام امر بمرافق الثانوية و انظر على سبيل الفضول إلى ساحة الثانوية اللتي كانت تحتضن نشاط الكشافة وما كان يلفت انتباهي هو سرعة اصتفافهم أمام قائدهم بمجرد أن يطلق صفارته ليناديهم ويعطي حركة بيديه كانت تحدد طريقة اصتفافهم،لم أكن أعي معنى تلك الإشارة سوى أنها لغة لايفهمها الا الكشفيون.

بدأتُُ استمتع بمنظر الكشفيين وهم يؤدون حركات الاستعداد والاستراحه ويُزلزلون أركان مبنى الثانوية بصيحات وأناشيد خاصة بهم.

اذكر انني في يوم من الايام كنت أتجوّل مع أحد أفراد الكشافة وفجأة نسمع صفارة قائد الكشافة فإذا بالكشفي اللذي كان معي ينطلق كالبرق ليلبي تلك الصافرة،

من يراه سيجزم أنَّ هناك حريقاً قد حصل أو حالة طوارئ يتم التعبير عنها بواسطة تلك الصافرة، وعندما استفسرته عن ذلك التصرف أخبرني أن من واجبات الكشفي تلبية صافرة القائد تحت أي ظرف..قاطعته مستغربا،تحت أي ظرف؟ أجابني: نعم لكن بإستثناء ثلاث حالات أن تكون موجود عند والداك أو أن تكون في الصلاة إضافة إذا كنت في الحمام. بدأتْ الدهشة تخالط تعابير وجهي وبدأتُ أسأل نفسي،أي نظام هذا؟ وأي نشاط هذا؟ ماهي الكشافة؟ ومافائدتها؟ هذا ماكان يسيطر على تفكيري حتى قررت أن التحق بالكشافة السنة المقبلة،

وحقاً انضممت الى الكشافة في بداية السنة الثانية من التحاقي بالثانوية

انضممتُ بها فقط لأنني انبهرت من تصرفات منتسبيها وتلبيتهم لأوامر القائد دون أدنى نقاش، كنت أظن أنها مجرد صيحات وأناشيد وأنها ملجأ من لا رغبة له في الاعلام،أو الصحة،أوالحاسوب أو أنها مجرد جانب عسكري لكن بدون بندقية!

المهم أنني انخرطتُ في الكشافة وأصبحتْ جزءاً من حياتي وهواياتي وكنت أعيش معها بكل همة وشغف لمعرفة المزيد عنها. انتهت سنة كاملة من انضمامي للكشافة ظننت أنني عرفت معنى الكشافة بعد أن تلقيت جملة من التدريبات والحركات الكشفية ولم أكن أعلم أنني لم أرَ من الكشافة سوى حرف الألف وأن المزيد متخبئ وراء حرف ل، ك، ش، ا، ف ،ة .

كنت منتظرا على أحر من الجمر مخيماً كشفياً بعد ماسمعت الكثير عنه من قبل القائد وأن معنى الكشافة الحقيقي يكمن فيه

شاء القدر_بعد مشيئة الله_أن تقوم الكشافة التي انتمي اليها بمخيم لمدة ثلاثة أيام على تل هضبة محافظة حضرموت جنوب اليمن،كان ذلك المخيم شبه عسكري بدأ فيه القائد أول لياليه كما لو أنني ألتقيه لأول مرة، كان يتصرف برفع الصوت واصدار الاوامر والكشفيون ينفذون ومعالم الصمت والدهشة تعتلي وجوههم!

أما أنا فكنت فرحا مبتسما بدون إبداء ذلك ..فرحت لأنني وجدت البيئة التي ستعودني على الخشونة وستضع حاجزا بيني وبين الميوعة تلك اللتي -للأسف-أصبحت تسيطر على شباب أمتنا،

بدأتْ مجريات المخيم تسابق الزمن وبدأت الساعه تمر كالدقيقة والدقيقة كالثانية أو جزء منها .

انتهى المخيم بعد ان استفدتُ الكثير منه،

أنواع النيران،أنواع العقد المصنوعه من الحبال التي ستفيدنا في حياتنا اليومية كما لا ولن أنسى تلك الوجبة التي صنعناها بأيدينا!

نعم كان من تكاليف القائد أن على كل فرد منا أن يجهِّز وجبته بنفسه بإستخدام عود كبريت واحد فقط كزيادة في التحدي وامتحان مدى قدرتنا على التصرف ليس الا.،، كانت تلك المهمة -أي مهمة الطهو- أصعب مشكلة واجهتني شخصيا في المخيم

لأنه لم يسبق لي أن طبخت ولو وجبة واحدة بنفسي وكيف أطبخ أساسا وكنت دائما أجد الطعام جاهزا قد أعدته خادمة؟! ليست المشكلة في أنّ من اعدّته خادمة، المشكلة أن تلك الخادمة تدعى (أمي) نعم سميتها خادمة لأنها الحقيقة

ربما انا لا ولن اسميها خادمة لكن هكذا كان لابد أن أعبر عن الحقيقة المرة! .

في طريق عودتنا من المخيم كان الجميع منهك وكانت مسافة الوصول الى البيت تستغرق اربع ساعات تقريبا لذا كانت فرصة للراحة..أذكر أنني كنت في مقدمة السيارة ونظرتُ الى الخلف فإذا بالأغلبية قد غشيهم النعاس إن لم يكن الجميع،

قاد السائق السيارة خارج اطار الخط الاسفلتي سالكا طريقا ترابيا بين المنازل التي كانت على يمين خط الإسفلت استغربت، الى أين نحن ذاهبون!؟ فجأة يأتي خبر من القائد الذي كان يستقل السيارة الاخرى أننا سنقوم بزيارة الى أحد أفراد الكشافة المنضمّين حديثا للكشافة واللذي لم أكن أعرفه جيدا،كان قد أقعده كسر في الساق عن حضور المخيم،

رغم التعب الذي كان يخالط الكشفيين الا أنهم نهضوا بكل عزيمة وبكل فرح مستعدون أن يتركوا التعب والالم جانبا ليدخلوا السرور على صاحبهم_بغض النظر عن شخصه_ بزيارتهم له واخباره أنّ المخيم كان ممتعا وكان سيكون أكثر متعة لو كان معهم..اهتزّت مشاعري وأدركت حينها معنى الكشافة،

أدركت أنها حركة تربوية، أدركت أنها أخوة، تضحية، تعاون، إيثار، وأنها انقياد لأمر القائد الأمر الذي يقودنا إلى طاعة ولاة أمورنا، كما أدركتُ أنها حركة تربوية إذا زاولها أفراد المجتمع سيحل علينا الخير من كل النواحي.

لكن السؤال الذي لازال يراودني حتى هذه اللحظة، هل تلك التصرفات من الكشفيين استمدّوها من الكشافة حقاً وأن جميع منتسبي الكشافة في العالم لديهم نفس التصرفات أم هي تصرفات اكتسبوها من قائدهم “عبدالله باسيف” الذي كان يقود كشافتنا وهو أحد القادة الدوليين في مجال الكشافة ؟ ..

 

تدوينه : علاء باشعيوث

 

المركز الوطتي لعلاج الأورام

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى