الهم مشكلة تؤرق كل الناس وتنكد في حياتهم حتى القلم له نصيب ، أمسكت قلمي وقلت له اكتب قال : لا أستطيع إنني مهموم . قلت : وما هي همومك؟ قال : كثيرة قلت : ممكن تشرحها كي نشاركك إياها .
أجاب نعم ممكن : سأبدأ بالوطن ولأن العالم مشغول بأحداث غزة ومسؤولونا مشغولون بأنفسهم ومشاركاتهم الخارجية وقممهم وما هي إلا للنزهة ونسيوا الوطن أو ربما تناسوه عمدا بسبب أحداث غزة وانشغال الناس بها .
وطننا لا زال يمر بظروف صعبة وهموم كبيرة على المواطن المسكين لا رواتب منتظمة ، ومافيا العملة والتجار خلت قلوبهم من الرحمة ، همهم وشغلهم الشاغل كيف يتفننون في تعذيب المواطن برفع الأسعار على مزاجهم فلا يخافون من الله ولأن الرقابة من المسؤولين عنهم غائبة .
اتصالاتنا لم تتطور وخطوط الهاتف الثابت كله عالقديم ، ولا نت سريع ، وأماكن القمامة في غير مواقعها الصحيحة فهي على امتداد الشوارع الرئيسية في مناظر غير حضارية ، ولا متسولين أبعدوا بل يزدادوا وكل يوم تظهر أشكالا وصورا جديدة بقراطيسها وبعضهم لهم سنوات طويلة مخضرمين في المهنة نسأل الله الستر والعافية ، ولا طرق تسفلتت سوى أننا نسمع فقط ولم نرَ أثرا في الواقع ، لكننا ننتظر ولو أن المشروع يمشي بسرعة السلحفاة ما يهم المهم أنه يمشي ولو طال الغياب ، ولا كهرباء تحسنت حتى في الشتاء ، ولا الدراجات النارية التي تزعج الناس أوقفوها ، نرى بين الحين والآخر حملة على الدراجات الغير مرقمة فياليتهم يقومون بحملة على القزوزات المزعجة أولا قبل الترقيم وفرض رسوم على المخالفين الذين يزعجون الناس ، لأن فيها إيذاء للناس من طفل أو مريض أو كبير في السن ، فياليت أصحاب المرور يفقهون ، أما مشروع المجاري ما أحلاه من مشروع وما أكبره من هم للمواطن ، وعندما تشاهد الحماس والآلات تدك الأرض دكا والحفريات على امتداد الشوارع لنعلم بعد برهة أن العمل توقف خفش مثل فوران ” الضدح ” فتذهب أوراقه أدراج الرياح ربما أن المشروع قد اكتمل لأنه ترك بصماته على الخطوط العامة وبقيت آثاره فقط محفورة ، وأنت تنظر للسيارات والدراجات في الشوارع وهي تتراقص يمنة ويسرة على أنغام تسلى يا قليبي وشيل الهم عنا ، وهي تتخطى الحفريات ليعلم الناس أنه مر من هنا مشروع اسمه المجاري .
والشيء الملفت في مشاريعنا أن مسؤولينا لا بد أن يتركوا لهم أثرا للمشاريع لتبقى من الذكريات وإن لم تكتمل .
وهم يؤرق كل الناس عندما يكون لديك مريض وتذهب به للمستشفى وتصادف دكتور عصبي للأسف ولا يقوم بواجبه على أكمل وجه يجعلك تتساءل على حسوف سنوات الدراسة التي قضاها دون أن يتعلم بأخلاقه كيف يتعامل مع المريض ومع المرافق رغم أنه بكلامه وهدوءه وتعامله مع المريض يعتبر جزء من العلاج فكيف يستقبل المريض ويطمئن مرافقه على صحة مريضه ، أما الإستقبال بالعصبية وربما طلب المرافق عمل شيء معين للمريض كقياس الضغط والفحوصات المعتادة فيتضجر الدكتور من هذا رغم أنه من صلب عمله فيا أسفاه .
هذه بعض من هموم الناس وكم نقلناها ولا زلنا نكررها وسنكررها لعل وعسى أن تحرك قلوب ميتة لتصحوا من سباتها العميق لتتذكر أنها مسؤولة عن وطن وعن شعب تحمّلوا أمانته ، وكأن منطق كل مسؤول ولسان حاله يقول ما همني هرج الشواني ساسي قوي وأعرف مكاني ولا أحد يحاسبني وإني لا أسمع لا أنظر لا أتكلم .
وأما همي الأكبر هو ما يحدث في غزة من تدمير وقتل ومناظر تدمي القلوب والأمة تتفرج ، وقلوب الناس تتقطع لما يشاهدونه من إبادة جماعية لأهل غزة ، والمؤسف والمحزن بعد الهدنة كشر العدو أنيابه بقيادة أمريكا والغرب يدعمون اليهود ويقولون دعمناهم بسلاح كذا وكذا ولكننا نحث إسرائيل أن تتجنب ضرب المدنيين ، يا لها من وقاحة ، وتقول أمريكا أيضا بكل خبث : ليس لدينا دليل أن إسرائيل تقتل المدنيين انظروا أي حقارة وصلت إليها هذه الدولة الخنزيرة أعتقد أن الأمر ليس بيدها فهو بيد اليهود فهم يتحكمون في العالم كله بالريموت كنترول إلا على أهل غزة لم يستطيعوا ولن يقدروا عليها إن شاء الله لأنهم اصطدموا بمقاتلين ملأ قلوبهم الإيمان ويجاهدون في سبيل الله حق جهاده والنصر حليفهم إن شاءالله .
فأي دليل والعالم يشاهد قتل المدنيين وما الدمار والقتل والقصف ليل نهار على غزة وسكانها ماذا نسميه؟ هل هو لعب على العالم المنافق ياله من غباء فهل هو عطش لدماء الأبرياء؟ وكأنهم يعطون اليهود الضوء الأخضر بالقصف دون تمييز وهم مطمئنين أن الأمة الإسلامية اليوم لا ني بنايم ولا ني بصاحي . وكأن لسان حالها يقول : لا أسمع لا أنظر لا أتكلم .
ولكنها إن صحت يوما فياويلكم منها ولا بد لها من يوم أن تصحوا إن شاء الله تعالى . ولكننا اليوم نقول : نسأل الله أن ينتقم من اليهود وأمريكا ومن عاونهم ، وحسبنا الله ونعم الوكيل ، فغدا سيتحقق النصر للفئة المؤمنة إن شاء الله .