أخبار اليمن

في ظل سرقة المليشيا للأدوية .. تفشي متزايد للأوبئة في صنعاء

تعاني العاصمة صنعاء منذ انقلاب مليشيا الحوثي في 21سبتمبر 2014م من تفشي أنواع من الأوبئة والأمراض، ولا يمر يوم دون تسجيل ضحايا لهذه الأمراض والأوبئة التي تم القضاء عليها قبل عشرات السنين، وعادت مجدداً في ظل سيطرة مليشيا الحوثين يأتي هذا بينما تخلو أغلب المستشفيات الحكومية بصنعاء من الأدوية اللازمة والخاصة بمكافحة الأمراض والأوبئة سريعة الانتشار، حيث يواصل الحوثيون عملية نهب منظم للأدوية بأنواعها وخصخصة عمل المؤسسات الحكومية لصالح جرحاهم في القتال ضد الحكومة الشرعية.

 

مساعدات طبية للبيع

عرفت مليشيا الحوثي بنهبها للمساعدات التي تقدمها الدول الصديقة والشقيقة، وكذلك المنظمات الدولية وبيعها في الأسواق المحلية أو لقياداتها التي تنشئ تجارة جديدة واستثمارات من موارد الدولة المنهوبة، وباتت تمتلك امبرطورية مالية واسعة.

الجانب الصحي لا يخلو من هذه الممارسات الاجرامية حيت تقوم عصابة الحوثي بنهب الأدوية والمساعدات الطبية المقدمة للشعب اليمني وتقوم ببيعها للمستشفيات وصيدليات خاصة بها، وحرمان الفقراء والمرضى الذين أصبحوا يعانون من الوضع الاقتصادي الذي فرضته المليشيا في حربها المتواصل على الشعب اليمني، وكذلك نهبها لمرتبات الموظفين منذ 4 سنوات.

وتحدث مواطنون لـ»26 سبتمبر» عن هذه الممارسات التي اعتبروها لا تمثل أخلاق وقيم اليمنيين المتوارثة منذ القدم، حيث يقول المواطن (ق غ): إن لديه احد أفراد أسرته يعاني من أمراض مزمنة وكانت الأدوية الخاص به تصرف مجانية وبعد سيطرة المليشيا الحوثية على وزارة الصحة في صنعاء تم قطع الأدوية وبيعها لصيدليات تتبع قيادات حوثية.

واستغرب المواطن من هذا السلوك الذي وصفة بغير انساني كون المرضى يموتون بسبب نهب الأدوية المخصصة للمرضى وبعضهم ترك تعاطي العلاج بسبب عدم توفر المبلغ لشرائه.

وأضاف: «أمي يمر عليها الشهر والشهرين وهي بدون أدوية تقيها من مرضها المزمن، والذي يحتاج أكثر من 20 ألف ريال في الشهر، وأنا لا أستطيع توفير قيمة هذا العلاج ويقول بحسرة متالم: بعد ما انقطع راتبي أصبحت أعمل في إحدى البقالات وراتبي بالكاد لا يوفر القوت لعيالي».

 

انتشار الأمراض المعدية

الكوليرا وانفلونز الخنازير تتنشر بين فينه وأخرى في العاصمة صنعاء التي تشكو الإهمال المتعمد من قبل المليشيا الحوثية، حيث أفادات المصادر بأن فتاتين توفيتا بمرض انفلونزا الخنازير وأن 79 حالة وفاة شهدتها صنعاء ومناطق أخرى خاضعة لسيطرة الحوثيين جراء وباء أنفلونزا الخنازير خلال شهر يناير الماضي.

وينتهي الأمر ببعض الحالات إلى الموت بسبب عدم توفير الدواء اللازم له، وكذلك الإهمال المتعمد من قبل العصابة الحوثية التي أصبح همها الأكبر سرقة وبيع المساعدات.

يرقد الكثير من المرضى في مستشفيات صنعاء الحكومية لإصابتهم بأمراض الكوليرا وانفلونزا الخنازير وبدون أدني اهتمام، هكذا يقول أحد الأطباء في قسم الرقود في مستشفى الجمهوري بصنعاء.

ويؤكد أن عشرات الحالات توفيت داخل المستشفى بسبب عدم توفر الأدوية اللازمة التي أصبحت حكراً على قيادات ومشرفي المليشيا الحوثية.

 

شحة الدواء تحصد الأرواح

ويروي الطبيب قصة إحدى الحالات التي توفيت داخل المستشفى بعد أن عجز افراد الأسرة من شراء الأدوية التي تقدر بـ30 الف ريال، كجرعات للمريض، واصفاً المليشيا الحوثية بأنها بلا قلب ولا رحمة، حيث يقوم مشرفوها في المستشفى ببيع الادوية التي كانت كمساعدات إنسانية للمواطنين.

مصادر طيبة تقول: بأن مشرفي مليشيا الحوثي يقومون بنهب المساعدات الطبية للمستشفيات صنعاء، مستنكرين صمت المنظمات العاملة تجاه هذا الإجرام الحوثي الذي يؤدي لموت مئات المرضى.

وتعيش صنعاء بين مطرقة الأمراض والأوبئة المتفشية بسرعة عالية في كل يوم بسبب سرقة المليشيا الحوثية للأدوية الخاصة بالأمراض المعدية والمزمنة باهظة الثمن، وكذلك إهمال المليشيا للمستشفيات والمرافق الصحية رغم توفر الإمكانيات، وسندان الموت بسبب غلاء قيمة الدواء لعدم قدرة المواطن على شرائه.

المركز الوطتي لعلاج الأورام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى