أخبار اليمن

الألغام خطر مستدام وحرب أخرى على السكان.. الضالع قصة لغم وضحايا بالعشرات

تشهد مناطق في محافظة الضالع، معاناة صعبة نتيجة الألغام التي زرعتها ميليشيات الحوثي بالمحافظة، هي حرب أخرى على السكان. إذ لا يكاد يمر يوم واحد إلا وتحدث حادثة أليمة تذهب ضحيتها عائلة بأكملها.

بُترت قدم خليل الظاهري، الخميس الماضي 20 أغسطس، في أحد مستشفيات صنعاء، بعد أن أكدت التقارير والاستشارات التي تم تدارسها على نطاق واسع، من صنعاء إلى القاهرة والهند والأردن وألمانيا على ضرورة البتر.

أصيب خليل بتاريخ 9 أغسطس الجاري بعد تعرضه لانفجار لغم أرضي كان مدفونًا في منطقة “الحقب”، التي شهدت قبل ذلك معارك بين المقاومة الوطنية ومليشيا الحوثي ذراع إيران في اليمن.

العملية استغرقت 3 ساعات متواصلة، سبقها أربعة أيام من الأمل والمحاولات من قبل أهله واصدقائه، وكبار متخصصي العظام والاوعية الدموية.

كل المحاولات باءت بالفشل من أجل استعادة قدم الظاهري التي أصيبت نتيجة انفجار أحد الألغام الأرضية.

فقدان الأمل

سلم خليل الأمر لله بعد أن قرأ خلاصة الأطباء والمتخصصين التي تقول: “لا بد من بتر القدم وبأسرع وقت، قبل أن تفشل بعض الأعضاء المهمه في الجسم، أو يحدث تخثر أو تسمم في الدم؛ ما قد يؤدي للوفاة، لا سمح الله”.

تم إسعافه وإجراء عمليتين جراحيتين، كانت الأولى للعظام والثانية للأوعية الدموية التي كانت ممزقة، تم ربط الأنسجة والأوردة المتضررة حتى تقرير إمكانية استعادة القدم من عدمه.

كان من المقرر القيام بعملية ربط الأوردة وترقيع بعض الأماكن من مناطق أخرى من الجسد، بالإضافة إلى أخذ شريان من الظهر.

العملية وبحسب الأطباء كانت ستستغرق من 16 إلى 18 ساعة، يتبعها عملية التجميل وسيشارك في العملية مجموعة كبيرة من المتخصصين، لكن لم تتم الاستجابة فتم الإجماع على ضرورة البتر.

ضحايا بالعشرات

الشاب خليل الظاهري واحد من عشرات لقوا حتفهم أو أصيبوا إصابات بليغة، جراء الألغام التي زرعتها المليشيا في مناطق متفرقة وبشكل عشوائي خلال الـ 6 الأعوام الماضية.

مناشدات عديدة تم توجيهها للمعنيين بانتزاع الألغام المزروعة، قبل أن تحصد المزيد من أرواح المواطنين الأبرياء والعزل، دون استجابة.

ندوات توعية

تم عمل ندوات توعية من قبل متطوعين بمشاركة خبراء خلال الأشهر الماضية، كان هدفها إبعاد الناس بمختلف أعمارهم من التعرض للإصابة بالألغام التي باتت تهدد حياة المواطنين.

الحملات وندوات التوعية استهدفت آلاف السكان في بعض المديريات الواقعة تحت سيطرة المقاومة من محافظة الضالع.

غير أن بعض المواطنين من أبناء المناطق المتضررة، أكدوا أن ندوات التوعية غير كافية، ما لم تسلم جميع “الخرائط”، للمناطق التي تم زراعة العبوات والألغام فيها، وتحت إشراف أممي وخبراء محليين، مؤكدين أن آثار الألغام التي زرعت إبان حرب الشمال مع الحنوب، أو ما كان يسمى ب”الجبهة الوطنية” منذ أكثر من 4 عقود لا تزال آثارها حتى اليوم.

المركز الوطتي لعلاج الأورام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى