المقالات

أحمد الرافعي : الدم المقاوم

لماذا يحضر اللون الأحمر قبل امتلاء الكون بنور الصباح؟

وفي تلك اللحظة الفاصلة التي يرحل فيها الليل ويتنفس الصبح؟

ولماذا يخرج المولود مدثراً بالدم؟!

هي حكاية الأرض المتكررة إذاً..

حكاية الدم الذي يحضر قبل اللحظات الفارقة؛ لحظات مجيئ الضياء ورحيل الليل وانبثاق الحياة.

يفقد الدم هويته البيولوجية في قصص الانعتاق وسرديات التحرر،  ليصبح مفتاحاً لمغاليق المستقبل ورمزاً لعنفوان الإرادة اليمنية القادرة على التجاوز والدفاع عن حقها وحق أجيالها القادمة في حياة كريمة..

رحل الشهيد البطل منصور علي سيف.. الليث الأبيض كما كانت تسميه ساحات الثورة..  وستقام له طقوس الوداع.. هذا الوداع المحتفي بهذا الدم المسفوح على التراب اليمني.. طقوس  لا يُغسل فيها شهيدنا ولا يصلَّى عليه.. ويحتفظ الشهيد بجراحه التي تثعب بالدم، ليصبح هذا الدم هو الروائح الزكية التي تملأ فضاء الجِنان في الآخرة.

تقول قصص السعي نحو الحرية إنه وفي لحظات الوهن يولد من أبناء هذه الأرض من يرضون بالرحيل لتستقر الأوطان.

وتصبح دماؤهم هي أبلغ رسائل الوطن المغدور لخصومه، أن الدم قرين الانتصار..

وإن أرضاً احتضنت أرواحاً تفوح منها رائحة النبل، لا ترضَ بعبور المشاريع الآثمة من فوقها.

تتماسك الأرض التي شربت دماء ابنائها، ولا تنسَ الأرضُ من الذي رواها حين كانت تلهث من العطش؛ ومن دثرها حين كانت ترتجف في ليالي الغدر والمكر والخديعة.

وللأبد، لا ترضَ الأرض أن يُغرَس في قلبها عَلَماً ليس فيه لون الدم.

يُسافر الدم المقاوم في كل الاتجاهات ليَحقن أرواحنا بالعزم، ويوقظ وعينا بالنباهة والتحذير من التفريط والنسيان.

لا يستقبل الدم المقاوم العزاء دموعاً وآهات..

وانما بطولات وثبات

وانتصارات لا تعترف بالتسويات..

المركز الوطتي لعلاج الأورام

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى