أخبار اليمن

الحوثي يتجسس على المكالمات ويخفض جودة الإنترنت ويجبر المشايخ على حشد مقاتلين للجبهات

كشف مصدر خاص بوزاة الإتصالات الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي في العاصمة اليمنية صنعاء، عن استمرار المليشيات بتخفيض سرعة خدمتي الإنترنت “يمن نت ويمن موبايل” والتجسس على المكالمات، وقال المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه لوسائل إعلام أجنبية، إن الفريق الهندسي الذي عينته جماعة الحوثي سابقاً يعتبر مسؤولاً عن التحكم بجودة الإنترنت في شركتي “يمن نت ويمن موبايل” وتلقى توجيهات تضمنت تخفيض جودة الإنترنت ما بين (60 – 80) بالمئة في أوقات الذروة و (30 – 50) بالمئة خارج أوقات الذروة، وتصدرت محافظات عدن الحديدة وتعز والضالع ومأرب والجوف والبيضاء وصنعاء قائمة التوجيهات في حين تذيلت القائمة بقية المحافظات، وشددت التوجيهات على استمرار الفريق بعمليات التجسس على المكالمات من وإلى شركتي الإتصالات المحلية والهاتف النقال “يمن موبايل”.

 

وكانت مليشيا الحوثي قد كلفت فريقاً هندسياً يضم خبراء محليين وإيرانيين ولبنانيين وبإشراف مباشر من جهاز الإستخبارات الحوثي، لتولي مهام العمليات التجسسية والتحكم بجودة الإنترنت، وذكرت مصادر محلية متطابقة أن خدمة الإنترنت تكاد تكون شبه معدومة في مختلف انحاء البلاد وفي مقدمتها المناطق المحررة، في حين تخضع شركتا الإتصالات المحلية والهاتف النقال يمن موبايل اللتان تتخذان من صنعاء مقراً لهما لسيطرة مباشرة من المليشيا الحوثية التي تلجأ إلى عزل الشارع اليمني عن العالم مع كل خسارة تتعرض لها لحماية صفوف عناصرها من استمرار حالة التصدع والإرباك، وتعاني مليشيا الحوثي من حالة انهيار شديدة مع احتدام المواجهات في عدد من الجبهات الشرقية والغربية والجنوبية للبلاد وتكبدها خسائر هي الأفدح منذ اندلاع الحرب.

 

وفي سياق ذو صلة، فضحت مصادر قبلية أن مليشيا الحوثي كثفت اتصالاتها خلال اليومين الماضيين مع مشائخ القبائل الواقعين تحت سيطرتها والموالين لها واجبرتهم على للحضور إلى صنعاء والمشاركة في إجتماع ميدان السبعين، وأضافت المصادر أن هدف مليشيا الحوثي من الإجتماع هو إجبارهم على حشد مقاتلين للجبهات بواقع 50 مقاتل على كل شيخ واغرائهم بالمال والسلاح وهددت من يرفض انه يعرف مصيره ويعتبر طابور خامس، ولجأت المليشيات المدعومة من إيران لتعويض خسائرها في جبهات مأرب والجوف والساحل الغربي بدفع ما تسمى الهيئة العامة لشؤون القبائل لتحشيد العشرات من المجندين الجدد في صفوفها وإرسالهم لجبهاتها المنهارة.

 

وأكدت مصادر قبلية لوسائل إعلام أجنبية ان رئيس الهيئة العامة لشؤون القبائل “حنين قطينة” المعين من قبل الحوثيين يقوم بزيارة الوجاهات وشيوخ القبائل في المناطق والمديريات والمحافظات الخاضعة لسيطرة المليشيا والزامهم بالدفع بالعشرات من ابناء القبائل المغرر بهم للإنضمام في صفوف المليشيات، وأضافت المصادر إن “قطينة” وعد العديد من الوجاهات القبلية بامتيازات وتقديم هدايا مبالغ مالية وسلاح ورتب عسكرية فخرية لهم مقابل تجنيد اكبر عدد ممكن من ابناء القبائل في مناطقهم للإلتحاق في صفوف الحوثيين، مشيرة الى ان “قطينة” قام مؤخراً بزيارة عدد من مديريات الطوق محافظة صنعاء ومديريات ذمار والتنسيق والإتفاق مع عدد من الوجاهات وشيوخ القبائل بالدفع بابناء مناطقهم للجبهات بهدف ارسالهم للقتال في صفوف الجماعة، وذكرت المصادر بان مليشيا الحوثي الموالية لإيران تسعى للحصول على المئات من المجندين في صفوفها لتعويض خسائرها الغير مسبوقة التي تكبدتها خلال الشهرين الماضيين على وجه الخصوص بجبهة مأرب.

 

من جهة أخرى، رفعت مليشيا الحوثي سعر مادة الغاز المنزلي في صنعاء ومناطق سيطرتها إلى 4700 ريالاً لكل 20 لتراً بزيادة 1200 ريال عن تكلفة السعر الرسمي السابق المحدد من قبل الجماعة، وتأتي الجرعة السعرية الجديدة لمادة الغاز المنزلي لتعزيز موارد المليشيا ولتمويل هجماتها الحربية النشطة على الضالع ومأرب وتعز والحديدة بعد الإستحواذ على تجارة الغاز في مناطق سيطرتها بشكل كلي، وذكر مصدر في شركة صافر أن المليشيا التابعة لإيران أوقفت كل وكلاء شركة صافر الرسميين في العاصمة اليمنية والمحافظات الأخرى التي تسيطر عليها واستبدلتهم بعقال الحارات الموالين لها حتى تستحوذ وحدها على الأرباح المتعاظمة مع التسعيرة الجديدة، كما تستغل مادة الغاز المنزلي في التحشيد والتجنيد وجمع التبرعات وتوزيعه على أتباعها وتمنعه عن عامة المواطنين وتبيعه في السوق السوداء بسعر يزيد عن السعر الذي قررته.

 

وبحسب بيانات شركة صافر، فإن السعر الرسمي لإسطوانة الغاز المعتمد من دائرة صافر هو 2300 ريال للإسطوانة الواحدة بينما لا يتجاوز سعرها بعد إيصالها إلى العاصمة صنعاء وباقي المحافظات من 3100 إلى 3500 ريال للإسطوانة كحد أعلى، وتشير المعلومات الصادرة عن شركة الغاز اليمنية الخاضعة للإنقلاب الحوثي إلى أن أمانة العاصمة تستهلك وحدها حوالي 80 ألف اسطوانة بشكل يومي إضافة إلى محطات تعبئة السيارات، وبعملية حسابية فإن ضرب 80 ألف اسطوانة غاز بالزيادة السعرية الجديدة التي فرضتها المليشيات 1200 ريال فوق السعر الرسمي يبلغ إجمالي أرباح الجماعة 96 مليون ريال يومياً وبحدود 3 مليارات ريال شهرياً من مبيعات الغاز بأمانة العاصمة فقط.

 

وعمدت جماعة الحوثي إلى رفع أسعار المتطلبات الضرورية لإستمرار الحياة بصورة مبالغ فيها ويجد المواطن نفسه مضطراً لشراء هذه السلع والخدمات وفق الأسعار الرسمية المفروضة عليه وغير الرسمية في السوق السوداء، ويجمع خبراء اقتصاد على أن مليشيا الحوثي حملت معها الكثير من الأزمات التي أثرت سلباً على مختلف نواحي الحياة فهناك تضخم جامح وغياب للدخل وانعدام لفرص العمل، يقابله اتساع رقعتي الفقر والبطالة إلى جانب اختلال كبير في سعر الصرف وبروز ظاهرة غسيل الأموال.

المركز الوطتي لعلاج الأورام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى