المقالات

معايير لمنح الألقاب!

 

بقلم: مطيع بامزاحم

كل متابع لمواقع التواصل الإجتماعي وكذا المواقع الإخبارية وحتي القنوات الفضائية والإذاعات وكل ما ومن يظهر في عالم الإعلام والإتصال والتواصل سيلاحظ بدون ادنى شك حجم إنتشار موضة منح الألقاب في سابقة خطيرة وتحدي سافر وعبث ممنهج بأذواق المهتمين والمتابعين في كافة التخصصات والمجالات المتنوعة.

فهذا قيادي وذاك مثقف واخر مدرب دولي ورابع إعلامي وخامس رجل أعمال وسادس شيخ وسابع وثامن ومائه والف ومليون، إلى مالانهاية من الألقاب التي يمنحها كثير من الناس لأنفسهم وفي بعض الأحيان يمنحها لهم محبيهم أو المعجبين بهم أو العاملين لديهم!.

ظاهرة خطيرة للغاية أن يتم العبث بالألقاب بهذا الشكل وإطلاقها في الهواء وكاننا في حفلة لنفخ البالونات، ينتفخ بعدها من مُنح أو مَنح لنفسه ذلك اللقب فيصدق تلك الكذبة ويؤمن بخرافتها فيعيش في وهم لقبه وينخدع به، فيدفع المجتمع فيما بعد ضريبة نتاجه وفاتورة مايفوه به أو يكتبه.

أعلم أن البعض يمنح تلك الألقاب بعذر التحفيز والتشجيع والدفع بالشباب، لكن ذلك خطأ فادح وجرم كبير، ولايستقيم إلا مع كان متواضعاً معترفاً بقصر باعه في مجاله وفي نفس الوقت مجتهداً يبحث عن الجديد ويطور نفسه في كل لحظة، ليكتشف بعد ذلك بنفسه ومن خلفه المجتمع بأن يستحق ذلك اللقب عن جدارة وبقوة، وهذا لايتوفر إلا في قلة قليلة من الناس، لذلك فالتوقف عن منحها أمر لابد منه، والأفضل الإتجاه نحو التصغير في تلك الألقاب أن كنا نطلقها بدافع التحفيز وغيره حتي يكبر اللقب معه شيئاً فشيئاً فيصبح حينها مستحقاً له.

اصحبنا الآن بعد كل هذا العبث واللعب والإستهتار بحاجة ماسة إلى معايير صارمة جداً لتحديد من هو البطل ومن المقاوم ومن القيادي ومن الوطني ومن المثقف ومن المحلل السياسي ومن الكاتب ومن الأديب ومن الشاعر ومن الإعلامي ومن المدرب الدولي ومن رجل الأعمال ومن المستثمر ومن العالم ومن المخترع ومن الشيخ ومن ومن ومن ومن ومن!!!!.

لأن توزيع الألقاب في زمننا هذا أصبح مجانياً لكل من هب ودب ولكل من “كرشه رأسه” كما يقال في العامية الحضرمية!!.

المركز الوطتي لعلاج الأورام

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى