عربية ودولية

الحجاج يستقرّون اليوم في منى بعد رمي العقبة… والأحد أول أيام التشريق

يستقبل حجاج بيت الله الحرام وغالبية المسلمين في العالم، صباح اليوم (السبت) أول أيام عيد الأضحى المبارك، حيث يرمون جمرة العقبة، ويتقربون بهديهم، ويحلقون أو يقصّرون شعورهم ليتحللوا من ملابس الإحرام، ويؤدي بعضهم طواف الإفاضة حول البيت العتيق ويسعون بين الصفا والمروة.
يأتي ذلك بعد وقوف حجاج بيت الله الحرام على صعيد عرفات الطاهر، صباح أمس (الجمعة) التاسع من شهر ذي الحجة، ليؤدوا ركن الحج الأعظم، وشهدوا الوقفة الكبرى في مشهد إيماني مفعم بالخشوع والسكينة، داعين الله عز وجل أن يمنّ عليهم بالعفو والمغفرة والرحمة والعتق من النار.
وبعد نفرتهم من عرفات استقرت الجموع في مشعر مزدلفة، حيث باتوا ليلتهم، بينما شهدت الحركة المرورية لانتقال الحجاج بين المشاعر، خلال التصعيد والنفرة، انسيابية ومرونة بفضل ما هيأته الحكومة السعودية من إمكانات وترتيبات متميزة لتنظيم حركة الحشود والحفاظ على أمنهم وسلامتهم، ولينعم الحجاج بالأمن والأمان والراحة والاطمئنان.
وأعلنت الهيئة العامة للإحصاء في السعودية، الجمعة، أن إجمالي أعداد الحجاج لهذا العام، بلغ 899.353 حاجّاً، منهم 779.919 حاجّاً قدِموا من خارج السعودية عبر المنافذ المختلفة، في حين جاء عدد حجاج الداخل 119.434 حاجّاً من مواطنين ومقيمين.
وبيَّنت الهيئة في نتائجها الإحصائية لحج هذا العام، أن عدد الحجاج الذكور من الإجمالي العام لأعداد حجاج الداخل والخارج بلغ 486.458 حاجّاً، بينما بلغ عدد الحاجات الإناث من الإجمالي العام لأعداد حجاج الداخل والخارج 412.895 حاجّة.
من جانب آخر، وقف الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف، وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا، في وقت لاحق من مساء الخميس، على سير العمل في مركز القيادة والسيطرة بمقر الأمن العام في مشعر منى، ونقل خلال اجتماعه بقيادات أمن الحج تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، والأمير محمد بن سلمان، ولي العهد، للمشاركين في موسم حج هذا العام.
وتابع الوزير خلال الاجتماع إجراءات تنفيذ خطط أمن الحج لهذا العام 1443هـ، كما استعرض نتائج المراحل الحالية واستعدادات قوات أمن الحج لتنفيذ مهامها خلال عيد الأضحى المبارك، وأيام التشريق في الحفاظ على أمن وسلامة ضيوف الرحمن.
من جهته، أكد وزير الصحة فهد الجلاجل، أن الوضع الصحي لحجاج بيت الله الحرام على صعيد عرفات مطمئن، مؤكداً أن الخدمات الصحية تقدم في هذا الموسم بكامل طاقتها، مشيراً إلى أن الالتزام بالاشتراطات الصحية وارتفاع الوعي باستخدام المظلات عامل مساعد، في حين جرى تسجيل ثلاث حالات ضربات شمس بين جموع الحجيج.
ومن مكة المكرمة، أعلن الشيخ الدكتور عبد الرحمن السديس، الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، نجاح المرحلة الأولى من خطة الرئاسة لحج هذا العام دون حصول أي حوادث بين الحجاج، وأكد أن الخطة التي ارتكزت على عديد من المحاور التشغيلية الهادفة لخدمة ضيوف الرحمن وفق أعلى المستويات قد حققت أهدافها ولله الحمد والمنة.
بينما كثّفت هيئة الهلال الأحمر السعودي، استعداداتها بكامل طاقتها التشغيلية لاستقبال الحجاج في مشعر عرفات ومزدلفة، من خلال 31 مركزاً إسعافياً مدعومة بـ109 من فرق إسعافية في التخصصات الإسعافية كافة؛ وذلك لتقديم أرقى الخدمات الإسعافية لزوار بيت الله الحرام خلال موسم حج هذا العام، ويدعم الفرق الإسعافية في مشعر عرفات ومزدلفة أكثر من 6 دراجات نارية مزودة بأحدث الأدوات والأجهزة والتقنيات الطبية، حيث تأتي هذه التجهيزات في إطار خطة الاستعداد المكثفة لاستقبال الحجاج خلال تصعيدهم ونفرتهم داخل المشاعر.
وتنتشر المراكز الإسعافية في مناطق مشعرَي عرفات ومزدلفة كافة لتقدم الخدمات الإسعافية للحجاج على مدار الساعة مدعومة بأسطول متكامل من سيارات الإسعاف المجهزة بأحدث التقنيات الطبية بالإضافة لفرق العنايات الطبية.
ونعِم الحجاج خلال وقوفهم على الصعيد الطاهر، بأجواء لطيفة، تساعدهم على أداء النسك، حيث تم وضع نقاط لضخ رذاذ الماء آلياً، موزعة في أرجاء مشعر عرفات تتطاير تلطيفا للأجواء؛ تخفيفاً للحرارة على جموع الحجاج، أسهمت في تخفيض درجة الحرارة من 5 إلى 7 درجات، في حين تشهد المشاعر بحسب المركز الوطني للأرصاد درجات الحرارة على المشاعر المقدسة تتراوح خلال موسم حج هذا العام، ما بين 42 و44 درجة مئوية.
وفي مشعر منى جرى مشروع المملكة للإفادة من الهدي والأضاحي (أضاحي)، عدداً من التجارب الفنية استعداداً ليوم النحر (العاشر من شهر ذي الحجة)، حتى ثالث أيام التشريق، شملت تشغيل المجازر النموذجية الثمانية التابعة له، وتم بنجاح ذبح أكثر من 6 آلاف من الأغنام في مختلف مجازر المشروع، للتأكد من جاهزية مراحل العمل خطوة بخطوة، حيث تمت العملية وفق منهجية الخطة التشغيلية المقررة.
ويستقبل الحجاج اعتباراً من ثاني عيد الأضحى أول أيام التشريق، حيث يرمون الجمرات الثلاث، مبتدئين بالصغرى، فالوسطى ثم بالكبرى، وهي جمرة العقبة، تأسياً بالهدي النبوي، في حين هُيئت منشآت الجمرات في مشعر منى لاستقبال حجاج بيت الله الحرام لرمي الجمار بتفويج منظم أعدت له خططاً ومشروعات مرافق وتهوية وتكييف وصيانة وخدمات مرافق لمزيد من الراحة والتيسير على أداء المناسك.
وزود مشروع منشأة الجمرات بالمظلات العلوية، ومراوح التكييف المصاحب للرذاذ لتقليل درجة الحرارة، وإعداد السلالم المتحركة ومباني الخدمات وتخطيط المسارات الجديدة، ونشر كاميرات المتابعة لتعزيز آليات التحكم في تدفقات حركة الحجيج إلى جانب اللوحات والمنشآت الإرشادية والتوعوية والخدمات الإعلامية في إطار المرحلة الرابعة والأخيرة من مشروع المنشأة الحديثة للجمرات والأعمال المتعلقة بها.
وجهز بكاميرات ثابتة على طول المسارات المؤدية للمشاعر وكاميرات أخرى متحركة يتحكم بها فريق خاص بغرفة مستقلة لمتابعة حركة المشاة لتوزيع حركتهم بتوازن وتعديل معدل التدفقات، بما يتفق مع الخطط العامة لخدمة الحجيج وتنقلاتهم في المناسك.

المركز الوطتي لعلاج الأورام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى