المقالات

حضرموت وأهلها يستحقون حياة أفضل مما هم فيها

حضرموت وأهلها يستحقون حياة أفضل مما هم فيها


بقلم / عبدالحكيم الجابري

أحد البسطاء من أهل حضرموت كلامه مليئ بكثير من الحكم والعبر، وما أكثر أمثاله في حضرموت، الذين يشخصون واقعهم بكلمات قليلة وبسيطة ولكنها عميقة، وصف اللواء فرج البحسني في ادارته لحضرموت، كلاعب رأس حربة في فريق كرة قدم، لا انه يسجل أهداف لفريقه ولا انه يتيح الفرصة لغيره بتسجيل أهداف، الأمر الذي ينتهي دائما بالفريق الى نتائج سلبية.

جملة بسيطة ولكنها عميقة في مدلولاتها، وهي تشخيص دقيق دون تكلف أو تصنع في الكلام، شرح من خلالها تجربة ست سنوات من ادارة اللواء البحسني لحضرموت، منطلقا هذا المواطن البسيط في وصفه للحالة، من واقع ان السيد المحافظ توفرت له خلال السنوات تلك ظروف مثالية كان بامكانه أن يفعل فيها مايخلده في التاريخ.

حضرموت التي تعيش حالة استقرار أمني لبعدها عن ساحات الحرب المباشرة، وبفضل وعي شعبها وحضاريته، مع توفر امكانيات مالية لم تحظى بها طوال تاريخها، إلى جانب امتلاك من يديرها صلاحيات مطلقة في التصرف، دون تدخل أو ضغوط من المركز الذي انشغل وتشتت بسبب الحرب والصراعات البينية، الا ان وضع حضرموت وأهلها لم يختلف عن وضع باقي المحافظات والمناطق.

هذه ارادة الله، لا تسألوني لماذا وكيف، انها مشيئة المولى عز وجل المتصرف في خلقه وفي ملكه، شائت ارادته أن تكون حضرموت سر من أسراره العظيمة، وآية من آياته الكبرى، فقدر وكان عز وجل أن تكون أرض السلام والمحبة، أرض تواد ورحمة، يلجأ اليها الملهوف فيغاث، ويلجأ اليها المشرد المطارد فتأويه، فيجد فيها المرعوب سكينته، ويلقى فيها الموجوع مايهدئ وجعه.

حضرموت لم تكن بحاجة الا لادارة بحجم وثقل أهميتها، كأكبر محافظة وسلة غذاء للجميع، وممولة الدولة وخزائنها، لما وهبها الله من أرض وبحار مليئة بالخير والثروات، الى جانب مصادر وايرادات مالية كدجاجة تبيض ذهب كما يقال، ولنا في نبي الله يوسف عليه السلام خير مثال، فقد أعطانا مثالا يقتدى به من قبل كل من يريد النجاح، رغم انه تقلد مسؤولية ادارة مصر في ظروف غاية في التعقيد، في ظل قحط وجفاف قضى على كل سبل العيش فيها، الا انه امتلك عليه السلام عقلية أحسنت تدبير الامكانيات والموارد التي كانت تحت يده، وتمكن بحسن تدبيره وادارته بالنهوض بواقع الناس واخراجهم من وضعهم البائس إلى النعيم والرخاء.

نتمنى ان من سيأتي محافطا لحضرموت، أن يكون لاعبا لديه من القدرات البدنية والمهارات الفنية مايؤهله لأن يجيد اللعب الجماعي مع فريق متكامل، وأن لايغلق الأبواب على نفسه وينفصل عن الناس والمجتمع، وأن يسخر الامكانيات العقلية والمالية والثروات التي تمتلكها حضرموت في النهوض بواقع الناس، وأن يشيع العدل والطمأنينة بينهم، وأن يجعل حضرموت نموذجا يحتذى في عمل المؤسسات واحترام القوانين، وأن تشهد حضرموت نهضة في جميع المجالات، وفي مقدمتها معيشة المواطنين والخدمات وحقوق الانسان.

المركز الوطتي لعلاج الأورام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى