المقالات

أنور رشيد : الأماني والتمني لاتُعيد بلد مخطوف ولاتُرجع حق مسلوب

وصلتني رسالة من احد قيادي الجنوب الذين أكن لهم كل التقدير والأحترام يوم أمس ومضمونها بشكل واضح وصريح “بأني مُتناقض بطرحي بشأن قضية الجنوب” ، في الحقيقة احترم حقه بالتعبير وهذا لاجدال به مهما كان ذلك الرأي وأيضاً من حقي كما هو حقه أن أعبر عن رأي و أُوضح الذي قد يكون التبس عليه ولعلها فرصة أشكره عليها لأوضح رأيي.

أنا منذ فترة طويلة ويعرفني الشعب الجنوبي ويعرف مواقفي التي أبديتها لحلحلة الموقف ومحاولات عديدة قمت بها لطرح حل يلتف حوله الجنوبيون وطرحت مبادرة لأيجاد أرضية مشتركة يتفق عليها الخب والتيارات والقيادات الجنوبية لأنقاذ الجنوب من محنته ، فقد طرحت مبادرة من ست نقاط لايمكن أن يختلف عليها أحد في الجنوب لابل وجدت تأيد لها ولكن مع الأسف لم تُفعّل ولم يتبناها لاحزب ولا تيار ولاحتى البرلمان الجنوبي ، وبعدها وصلت لرأي وقناعة بأنها لن تنجح فصرفت النظر عنها وأيدت ما خرج به المؤتمر الجامع لعل ذلك التأيد يمكن أن يلملم الوضع الجنوب ولكن لم يتحلل الوضع وأيدت مشروع الجفري البيض لأنه بالفعل يهدف لتحقيق أمل الجنوبين فهو المشروع الذي ذهب مباشرة للهدف وهو التحرير والأستقلال ومن خلال متابعتي لم يرى ذلك المشروع النور ولم يلتف حوله الشعب ولا أعرف حقيقة لماذا قد يكون أرث تاريخي ولاشك بأن هناك من لعب على هذا الوتر ونبش التاريخ لكي لايلتف حوله الجنوبيون رغم أنه يُحقق أمانيهم ، وأيضاً تم طرح مشروع الخطوة خطوة وهو مشروع العطاس ذو الأقليمين وبعد خمس سنوات يتم تقرير المصير عبر أستفتاء شعبي وكان رأيي بذلك لابد من الذهاب مباشرة للحل المبني على واقع التحرير والأستقلال ، وبعد جمود الموقف وتصلبه في الجنوب دعيت إلى أن تتبنى جامعة عدن كأكاديميين ونخبة وعلماء بأن تطرح وجهة نظرها لأنقاذ الموقف وتلين التصلب الحاصل على أعتبار أنهم لايمثلون أي توجه سياسي وإنما دورهم المُفترض كعلماء ونُخبة وكبيت خبرة وهذا الرأي موجود بصفحتي على الفيس ولازال لمن يرغب للرجوع له ، وحينها وصلتي عدة ردود تُطالب بعدم أقحام الأكاديمين في مُعترك سياسي وكان ردي بالعكس يجب أن تتدخل جامعة عدن في هذا المأزق الذي يعيش به الجنوب وشعبه ويفترض من النخبة الأكاديمية أن تتدخل طالما أن الأحزاب والتيارات عاجزة عن أيجاد توافقات تجمع كل الأطياف لأعتبارات حزبية وصراعات سياسية ، وتم ذلك بالفعل وعقدت تلك الورشة في 29-30 مايو الماضي وتشرفت بدعوة كريمة لم يسعفني الحظ حقيقة للمشاركة بها لأرتباطي المسبق في مؤتمر في بيروت بنفس التوقيت تقريبا ومع ذلك تشرفت بالمشاركة بكلمة مُتلفزة عبرت بها عن رأيي ، وخرجت تلك الورشة بعدد من التوصيات الرائعة والتي أعتبرتها بالفعل خارطة طريق لأنقاذ الجنوب وشعبه من التخبط الواضح وطالبت ولا زلت أُطالب بأن تتحول اللجنة التحضيرية الورشة للجنة تنفيذية لتلك التوصيات لأنها لجنة محايدة غير تابعة لأي تيار أوحزب سياسي .

ندوة الجالية الجنوبية في الكويت.

دعتني الجالية الجنوبية في الكويت مشكورة لألقاء ندوة حول الجنوب فكان سؤالي الواضح في الندوة أنتم ماذا تُرِيدُون؟ فالجميع أجمع على التحرير والأستقلال وهذا هو هدف وأُمنيت كل جنوبي ، وأردفت لهم بأن الجفري البيض طرح مشروع التحرير والأستقلال لم تلتفو حوله ومشروع العطاس ذو الاقليمين والست أقاليم لم تلتفو حوله المؤتمر والجامع لم تلتفو حوله توصيات ورشة الأكاديمين أعطتكم خارطة طريق على طبق من ذهب ومن نخبة أكاديمية لم تلتفو حولها فماذا تُرِيدُون؟

أنا شخصياً لايهمني سائق الباص طالما أنه سيقود بي للتحرير والأستقلال لابد من البرغماتية السياسية ليوصلني لهدفي أي كان وسأقول له مشكور والأن لنعقد أنتخابات لنشكل بها أدارتنا التي سنكمل بها طريق التحرير والأستقلال هكذا هو المنطق البراغماتي السياسي أما أني اجلس وسط الأرهاب والتفجيرات والقتل والبطالة والفقر والمرض وأتمنى أن ترضى وتتلطف علي دول التحالف بحقي كجنوبي أن استعيد دولتي فهذا أسمه “معلش أسمحو لي بهذا التعبير” عدم حصافة سياسية ولاينم عن وعي حقيقي بمعانات شعب الجنوب الذي يموت ليس فقط من الأرهاب والفقر والبطالة وإنما أصبح موت من الحمى كما قالتها المرأة العدنية التي بثت تسجيل صوتي تُطالب أنقاذها من الموت بسبب الحمى أي الحر نتيجة أنقطاع الكهرباء والماء في نفس الوقت الذي يتجادل به التيارات والاحزاب حول مشاريع لم ترى النور بواقع الجنوب .

قلت وأُكرر رأيي وليس ذلك نقصان بدول التحالف ولا لتخريب علاقات الجنوب مع دول الخليج تحديداً وإنما واقع يجب الأنتباه له جيداً ، فدول الخليج لن تقدم دولة الجنوب للجنوبين دولة ديمقراطية مدنية ففاقد الشيئ لايمكن يُعطيه “أفتهمتم” لن تقدم دولة للجنوبين مُستحيل مثل ما قُلت مُستحيل أن يقبل الحوثي بنزع سلاحه ومثل ما قُلت لن تنجح مفاوضات الكويت وها هو رأيي يتأكد على أرض الواقع ، أكرر لن تقدم دول الخليج لكم دولة الجنوب على طبق من ذهب ، لذلك عديت بكل صراحة أنقاد الجنوب سيكون على يد من يُعلن البيان رقم واحد ويقول هنا عدن ليخلق واقع جديد خصوصاً وأن المقاومة الجنوبية تمتلك الأرض من المهرة حتى باب المندب حينها ستأتي دول العالم لعدن فالسياسة الدولية يحكمها من يُسيطر على الأرض وليس من هم في الفنادق هنا عندما تخلق المقاومة مدعوة شعبياً واقع جديد على الأرض ستُهرول لكم دول العالم بتقديم كافة أنواع الدعم ليس حباً بكل تأكيد للجنوب والجنوبين وإنما حفاظاً على مصالحهم الجيوسياسية في المنطقة .

ارجع لعزيزي القيادي الذي وصف موقفي بالمُتناقض وأقول له ياسيدي السياسة فن الممكن قد لاينجح هذا المشروع ويفشل وننتقل لمشروع أخر قد ينجح وأن لم ينجح ننتقل لمشروع أخر وهذا ليس تناقضاً وإنما تجسيدا لمُعطيات الواقع ، فمثلاً لايمكن أن يتم طرح مشروع البيان رقم واحد إلا بعد أستنفاذ كافة المحاولات وتبني أو الأنتقال من مشروع لأخر الهدف منه إيجاد أرضية مُشتركة بين الفرقاء للأتفاق على آليات تنفيذ المشروع ولا أعتقد بأن ذلك تناقض بل مرونه في الوقت الذي تُختطف به أرواح الشعب الجنوبي يومياً وليس هناك مزيد ومُتسع من تلوقت فكل المبادرات تم طرحها ولم تُوفق والقادم أراه أسوء يا سادة ياكرام فأشارة استقبال الأحمر مع رئيسة الأتحاد الأوربي الذي بثته وكالة الأنباء القطرية بصفته رئيس والجميع يعرف من هو الأحمر عليكم قراءته قرائة مُتمعنة ومُتأنية ، فكما ذكرت لكم العالم يتعامل مع الأقوى فأن لم تخلفو واقع يمكنكم من مسك زمام المبادرة فأن قضية الجنوب ستنتهي بيد الأصلاح وهذا لن تقبل به الإمارات وسيتحول الجنوب لليبيا جديدة صراع ما بين قطر والإمارات وسيدخل الجنوب بدوامة عنف لا احد يعرف كيف تنتهي.

المركز الوطتي لعلاج الأورام

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى