🔷 انفضَّت أضحوكة مشروع [ مجاري ] سيئون وتريم ، عن حفريات وأنقاض وشوارع مهدمة ومقاولٍ هارب وبضعة مليارات متبخرة في سماء البلاد ومثلها في جيوب العاملين على المشروع وأربابه ورجالات سلطته الأشرار.
🔷 تركة ثقيلة من العبثية والمجون والفساد والسرقة والتسيُّب هي كل ما بقي من أعمال المشروع المجنون ، وحوادث وضحايا ونفوس غاضبة تحصِّل العواقب ، وبقية من رجال صادقين حملوا على عواتقهم أن يسددوا خلل السنين الطويلة من التقاعس والفساد الإداري الذي أنتج هذه المهزلة المريعة من الأعمال والمسئولين والسلطات الشريرة.
🔷 فريقٌ من الشباب المتطوِّع في حي القرن أخذوا على عواتقهم سد الحفر التي خلفها [ مشروع المجاري ] في حيِّهم بعد أن حفرها عمَّال المشروع قبل [ أربع سنين ] وتُركت تحكي مهازل الإدارة الكسيحة التي تناوبت على نقش الفضيحة على شوارع مدننا.
🔷 بإتقان وحرص قام شبابُ حي القرن بردم حُفَر [ مشروع المجاري ] على طول الشارع الممتد من أمام مسجد النور إلى امتداد 580 متراً طوليا بعرض متر ونصف ، حيث قاموا أولاً برصف متقنٍ للحفر ومن ثم تغطيتها بـ[ الصبة ] ، في عملٍ تطوعي سيستغرق منهم 60 ساعة عملٍ على مدى أكثر من عشرين يوماً .. ويقوم أعيان الحي ورجالاته بحملات تجميع للتبرعات من مساجد الحي لتغطية نفقات هذا العمل النبيل الذي تزيد كلفته عن أربعة ملايين ونصف مليون ريال.
🔷 وتشترك في تنفيذ هذا العمل فرق من الشباب المتطوع تبلغ في أوقات الذروة 150 شاباً ويشرف على أعمالهم رجالات من ذوي الخبرة والدراية بالأعمال الردمية والرصف في الطرق.
🔷 هذه تجربة يقدمها شباب [ حي القرن ] لأهاليهم في وادي حضرموت في السبل التي تكفل معالجة الأخطاء الفادحة التي ارتكبتها السلطة وإدارة مشروع المجاري خلال سنوات العجز والتسيب من عمر المشروع الأضحوكة التي سيسجل المسئولون عليه بكل شخوصهم وصفاتهم في قائمة الرجال الأكثر فساداً في الأرض والذين ارتكبوا أفدح الخطايا والجرائم في حق أهاليهم وبلادهم ..
🔷 لا سلطة اليوم تسدد أخطاء أفرادها أو تحاسبهم ، ولكن هناك سلطة تدير مفاسد رجالاتها وتكرِّم أكثرَهم إبداعاً في التسيب والتقاعس .. وللناس والشوارع والمدن الحُفَر قبوراً لمفسدة سكوتهم على المشروع المهزلة.
