انتشرت مؤخراً مقاطع فيديو توثق لحظات استثنائية عقب انهيار نظام بشار الأسد، حيث عثرت فرق الإنقاذ السورية على بوابات سرية جديدة في سجن صيدنايا، المعروف بكونه أحد أكثر السجون وحشية في العالم.
توثيق هذه المشاهد فتح فصلاً جديداً في التاريخ السوري، إذ انتهت أربعة عقود من الرعب في هذا السجن الذي يُطلق عليه “الباستيل السوري”. وتوالت القصص المؤلمة للناجين، الذين عاشوا جحيماً لا مثيل له.
لحظات خروج المعتقلين
من أبرز المشاهد المتداولة، مقاطع تُظهر معتقلين وهم يخرجون في حالة من الصدمة وعدم التصديق بأنهم أحرار أخيراً. شوهد البعض يسير حفاة في أزقة دمشق، وكأنهم لم يستوعبوا بعد أن الزنزانات الموحشة أصبحت خلفهم.
كذلك، كانت لحظة خروج المعتقلات لحظة مؤثرة للغاية. نساء قضين سنوات في خوف مستمر ظنن أن نقلهن يعني المزيد من التعذيب، ولكن بدلاً من ذلك تلقين نبأ الحرية الذي بدا للكثير منهن وكأنه حلم صعب التصديق.
قصص الناجين
من بين المشاهد المؤلمة، كان هناك طفل صغير لا يتجاوز عمره أربع سنوات، وُلد في ظروف السجن القاسية ولم يعرف أي شيء عن الحياة خارج القضبان. وفي مشهد آخر، وقف شاب فاقد للذاكرة، يرجف من الخوف ولا يستطيع الإجابة عن أبسط الأسئلة.
روايات الناجين تكشف أنهم كانوا على وشك الإعدام قبل دقائق من تحريرهم. أحد الناجين قال إنهم كانوا يستعدون لتنفيذ حكم الإعدام، لكن انهيار النظام منحهم فرصة للنجاة.
إرث سجن صيدنايا
رغم التحرر من السجن، إلا أن الجرح النفسي سيبقى غائراً لدى الناجين. سجن صيدنايا سيظل رمزاً لمعاناة آلاف الأشخاص الذين عانوا في هذا “المسلخ البشري”، حيث كانت الحياة داخله أقرب إلى الموت البطيء.
هذه المشاهد والتفاصيل ستبقى شاهدة على مرحلة سوداء في تاريخ سوريا، وتُذكّر بحجم المأساة التي عاشها من كانوا في هذا السجن الوحشي.