أخبار اليمن

الحوثي يستخدم أنماطاً معقدة لتجنيد الأطفال وينفذ حملة تطال عشرات المدارس لرفد جبهات القتال

قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن جماعة الحوثي تستخدم أنماطاً معقدة لتجنيد الأطفال من أخطرها التعبئة الإيديلوجية، مطالباً الأمم المتحدة بالتدخل الفوري لوقف هذه الظاهرة الخطيرة والتي تقوم من خلالها المليشيان بتغذية العقول البسيطة للأطفال بأفكار عنيفة ومتطرفة، وأكد المرصد ان الأطفال يتعرضون لإنتهاكات خلال فترة التجنيد تشمل الحرمان من الأكل والسجن والإعتداء الجسدي والجنسي والتهديد بالقتل، داعياً إلى التحرك لإلزام المتورطين بالتوقف الفوري عن تجنيد الأطفال والعمل على إنهاء هذه الظاهرة الخطيرة التي قد ترقى إلى جريمة حرب.

 

ووثق تقرير مشترك صادر عن المرصد الأورومتوسطي ومنظمة “سام” تجنيد جماعة الحوثي أكثر من 10 آلاف طفل من سن (10 ـ 17 عاماً) في المناطق التي تسيطر عليها في اليمن حيث قتل منهم المئات وجرح الآلاف خلال العمليات العسكرية منذ بدايتها، وأكد التقرير إن طرفي النزاع في هذا البلد يستمران بتجنيد الأطفال على نحو واسع ضمن قواتهما العسكرية والزج بهم في الأعمال الحربية دون أدنى مراعاة لخصوصيتهم كأطفال أو التفات للإتفاقيات الدولية التي تحظر تجنيد الأطفال تحت مختلف الظروف، وشددت المنظمتان على ضرورة تحديد الأمم المتحدة للكيانات والأفراد المتورطين في تجنيد الأطفال في النزاع اليمني وفرض العقوبات المناسبة عليهم بما يتوافق مع القانون الدولي وصولًا إلى إنهاء هذه الظاهرة البغيضة التي تنهي حياة الأطفال أو تشوه مستقبلهم، ويعد بموجب نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية تجنيد الأطفال من الأعمال التي تدخل ضمن نطاق جرائم الحرب، وقتل مئات الأطفال اليمنيين فيما أصيب وفقد آلاف آخرون، بينما يحتاج الناجون منهم إلى برامج تأهيل طويلة الأمد تساعدهم في تجاوز الآثار النفسية للأهوال التي مروا بها.

 

وتأتي هذه التحذيرات من تجنيد الأطفال في وقت أعلنت فيه الحكومة اليمنية نزوح أكثر من 14 ألف خلال 3 أسابيع من المعارك مع الحوثيين في محافظة مأرب شرقي البلاد، وناشد تقرير صادر عن الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين التابعة للحكومة اليمنية المنظمات الدولية الإغاثية بالتحرك العاجل لتقييم وضع النازحين والتخفيف من معاناتهم، كما دعا التقرير الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى ممارسة الضغط على الحوثيين لوقف هجماتهم على محافظة مأرب ووقف استهداف النازحين وتجنيبهم مراحل جديدة من النزوح، وتشهد اليمن حربا منذ نحو 7 سنوات أودت بحياة أكثر من 233 ألف شخص وبات 80 بالمئة من سكان هذا البلد العربي البالغ عددهم نحو 30 مليون نسمة يعتمدون على الدعم والمساعدات في أسوأ أزمة إنسانية بالعالم وفق تقارير الأمم المتحدة.

 

في غضون ذلك، أفادت مصادر تربوية في صنعاء بأن المليشيات الحوثية عادت قبل ثلاثة أيام لتنفيذ موجة جديدة تستهدف مدارس العاصمة اليمنية لتجنيد المعلمين والتلاميذ لإسناد جبهات الجماعة وتعويض الخسائر البشرية في صفوف مقاتليها لا سيما جبهات مأرب والجوف، وتحدثت المصادر عن بدء الجماعة حملة التجنيد والجباية بحق منتسبي هذا القطاع في عموم مدارس صنعاء ومدن يمنية أخرى تحت سيطرتها بالتزامن مع إخضاع التربويين والطلبة من صغار السن في عموم المدارس لتلقي دورات طائفية نهاية كل أسبوع، وقالت المصادر بان المليشيات دشنت نزولاً ميدانياً إلى المدارس تحت أسم “حملة الإنفاق ورفد الجبهات بالمقاتلين والمال”، حيث طالت الحملة عشرات المدارس الحكومية والخاصة بصنعاء وألزمت الجماعة من خلالها العاملين في الحقل التربوي والطلاب على التعهد بالإلتحاق بمعسكرات التجنيد والتبرع بالمال.

 

واتهمت المصادر التربوية في احاديث لوسائل إعلام جماعة الحوثي بالسعي من وراء معاودة استهداف مؤسسات التعليم لجني المزيد من الأرباح والأموال على حساب الطلاب ومعلميهم المحرومين من رواتبهم منذ سنوات وكذا لحشد مقاتلين جدد ليكونوا وقوداً للحرب التي تواصل إشعالها في أكثر من جبهة، واكد معلمون في صنعاء نزول لجان حوثية يتقدمها مديرو إدارات ووكلاء في التربية عينتهم الجماعة ومسؤولون على مستوى مكاتب التربية بالعاصمة ومديرياتها إلى المدارس لإلقاء محاضرات تدعو إلى دعم الجبهات بالمقاتلين وتقديم المال من أجل تحقيق النصر، وعبر تربويون في صنعاء عن سخطهم وسخريتهم من دعوة القيادات الحوثية لهم عن طريق تلك الحملات لتقديم الدعم للمجهود الحربي، وأوضحوا أن المليشيا تعمل على الإنتقام منهم نتيجة ما قالوا إنه مواصلة تعليمهم للطلبة في المدارس رغم كل الظروف حتى لا يتركوا فريسة أو لقمة سهلة بيد الجماعة، وتواصلاً للجرائم المتكررة بحق قطاع التعليم بمناطق السيطرة الحوثية، تحدث التربويون عن استمرار إلزام المعلمين والتلاميذ في صنعاء بتلقي محاضرات طائفية يلقيها معلموا الجماعة داخل قاعات مخصصة كل يوم أربعاء.

 

وكانت تقارير محلية وأخرى دولية أكدت أن جماعة الحوثي حليف إيران في اليمن لم تكتف بتدمير قطاع التعليم بمناطق سيطرتها من خلال نهب مرتبات المعلمين واستهداف وتفجير المدارس وإغلاق بعضها وتحويل أخرى لثكنات عسكرية، بل سعت بكل طاقتها لإحلال تعليم طائفي بديل يحرض على العنف والقتل الكراهية ويعمل على تفخيخ العقول وغسلها بالفكر الحوثي الطائفي والمذهبي المتطرف، وكان خبراء الأمم المتحدة أكدوا في تقرير لهم، أن الجماعة أعاقت البلاد عشرين عاماً من حيث التنمية والوصول إلى التعليم، في حين أشار تقرير التنمية البشرية إلى أن اليمن كانت قد قطعت مراحل متقدمة في القضاء على الجهل واحرزت تقدماً في التعليم وبلغ إجمالي الإلتحاق بالمدارس الإبتدائية نسباً غير مسبوقة عام 2013م، وتعمل المليشيات منذ انقلابها على إحياء ثقافة الجهل والتخلف وتنفيذ سياسة تدميرية تجاه قطاع التعليم حيث وضعت الكثير من التحديات والمعوقات أمامه من بينها تجميد الإنفاق العام على التعليم وإيقاف دفع الرواتب التي مثلت أخطر التحديات أمام العملية التربوية إلى جانب استهدافها للمراكز التعليمية واستخدامها لأغراض عسكرية وإغلاق أكثر من 2500 مدرسة وحرمان مئات آلاف الطلاب من حق التعليم، وفي وقت سابق اتهمت حكومة العربية اليمنية مليشيات الحوثي بالتدمير الممنهج للقطاع التربوي والتعليمي من خلال حرمان نحو مليوني طفل من الدراسة وقتل وإصابة 3900 من العاملين في القطاع التربوي وتعرض قرابة 3600 معلم للإعتقال والإخفاء القسري وإجبار أكثر من 20 في المائة من المعلمين بممارسة أعمال قتالية نتيجة توقف معاشاتهم الشهرية.

المركز الوطتي لعلاج الأورام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى