شنّ الاحتلال الإسرائيلي غارات جوية عنيفة استهدفت عدة مناطق في مدينة غزة، أبرزها حي النصر وتل الهوا، بالتزامن مع قصف مدفعي مكثف طال شارع الجلاء وعدة أحياء مأهولة بالسكان، ما أسفر عن وقوع عشرات الشهداء والجرحى في صفوف المدنيين.
وأكدت وزارة الصحة في غزة أن حصيلة الشهداء خلال يوم الأحد فقط بلغت 94 شهيدًا، بينهم نساء وأطفال، منهم 61 في مدينة غزة وحدها، بينما بلغ إجمالي عدد الشهداء منذ بداية العدوان أكثر من 76,600 شهيد، وفق بيانات المكتب الإعلامي الحكومي.
وأشار البيان إلى أن الاحتلال نفّذ أكثر من 131 غارة جوية ومدفعية خلال 48 ساعة، استهدفت مناطق مكتظة بالمدنيين والنازحين، في مجازر متكررة وصفت بأنها “جرائم حرب متعمدة”. كما لفت إلى أن حجم الدمار في القطاع تجاوز 90%، وأن الاحتلال يسيطر على أكثر من 80% من مساحة غزة باستخدام “الاجتياح والنار والتهجير القسري”، بعد إلقاء أكثر من 200 ألف طن من المتفجرات على القطاع.
وأوضح البيان أن قوات الاحتلال دمّرت أو أخرجت عن الخدمة 38 مستشفى، وتسببت في تدمير 95% من مدارس قطاع غزة، مما أدى إلى انهيار شبه تام في البنية التحتية الصحية والتعليمية.
من جهتها، حذّرت منظمة “هيومن رايتس ووتش” من أن الاحتلال الإسرائيلي يستخدم “التجويع كسلاح حرب”، واعتبرت أن ما يحدث في غزة هو إبادة جماعية ممنهجة. وأكدت أن خطة ترامب المقترحة لإنهاء الحرب لا تعالج الانتهاكات الجسيمة ولا توفر حماية فورية للمدنيين.
في المقابل، قال رئيس أركان جيش الاحتلال، إيـال زامير، إنه لا يوجد وقف لإطلاق النار، وإن “الوضع العملياتي تغيّر”، مشيرًا إلى أن الجيش سيواصل عملياته إذا فشل المسار السياسي.
وتتزامن الغارات مع تحركات دبلوماسية في المنطقة، حيث وصل وفد من حركة حماس إلى القاهرة لبحث خطة السلام الأميركية، وسط تفاؤل مشوب بالحذر بشأن فرص التوصل إلى اتفاق يوقف العدوان على غزة.


