تسعى جماعة الحوثيين إلى السيطرة على المساعدات العينية والنقدية التي تخصصها المبادرات التطوعية الخيرية لمساعدة الأسر الفقيرة في العاصمة صنعاء، مع قرب حلول شهر رمضان المبارك، في سياق إجراءاتها التي تهدف إلى تقويض الجهود الإنسانية والتخفيف من معاناة السكان.
وأكدت مصادر محلية في صنعاء أن الحوثيين، بعد تلقيهم بلاغات من مُخبِرين في أحياء مختلفة، تدخلوا لإفشال استعدادات الفرق الشبابية التطوعية التي تعمل على تقديم الدعم للأسر الأشد فقراً. وأوضحت المصادر أن الجماعة استدعت رؤساء وأعضاء الفرق التطوعية لاجتماع أبلغتهم فيه بمنع توزيع المساعدات، وفرضت عليهم تسليمها لكيانات خاضعة للجماعة.
وأشارت شهادات من أعضاء الفرق التطوعية إلى أن الحوثيين استبدلوا أنشطتهم الخيرية بإلزامهم بالمشاركة في حملات تنظيف الأحياء قبيل رمضان. كما تضمن الاجتماع توجيهات تعبئة فكرية وعسكرية للمشاركين، مع تحذيرات صارمة بمعاقبة المخالفين.
وتأتي هذه الممارسات في وقت يعاني فيه سكان صنعاء من أوضاع معيشية مأساوية، حيث توقف الرواتب وغياب سبل العيش، مما دفع الفقراء إلى الاعتماد على المساعدات الخيرية التي أصبحت بدورها هدفاً للسيطرة الحوثية.
واشتكت أسر عديدة في صنعاء من حرمانها من المساعدات التي كانت تصلها سابقاً بسبب تدخلات الحوثيين، الذين يسعون إلى احتكار توزيع المساعدات لمواليهم، في ظل تزايد معاناة المواطنين مع اقتراب رمضان.
تجدر الإشارة إلى أن العمل الطوعي يُعد متنفساً للشباب في مناطق سيطرة الحوثيين، لكنه يواجه تضييقاً مستمراً من الجماعة، التي عمدت في السنوات الأخيرة إلى إغلاق المبادرات الخيرية وفرض أجندات خاصة على ما تبقى منها.
