حذّرت منظمة الصحة العالمية، اليوم الثلاثاء، من تفاقم خطر المجاعة في قطاع غزة نتيجة استمرار الاحتلال الإسرائيلي في منع دخول المساعدات الغذائية والإنسانية منذ أكثر من شهرين.
وأوضح الدكتور ريك بيبركورن، ممثل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، خلال تصريح عبر الفيديو من جنيف، أن التقارير تشير إلى وفاة 57 طفلًا بسبب سوء التغذية منذ بدء الحصار في 2 مارس الماضي، متوقعًا أن يعاني نحو 71 ألف طفل دون سن الخامسة من سوء التغذية الحاد خلال الأشهر الإحدى عشرة المقبلة، إذا استمر الوضع الراهن.
وأضاف أن سكان غزة يعيشون في دائرة خطيرة من المعاناة، حيث يفاقم سوء التغذية انتشار الأمراض، وسط تراجع خطير في الرعاية الصحية، ونقص في تغطية التطعيمات، وصعوبة الوصول إلى المياه النظيفة وخدمات الصرف الصحي، ما يزيد من احتمالات الإصابة بالأمراض والوفاة، خاصة بين الأطفال.
وأشار الدكتور بيبركورن إلى أن الأثر الطويل الأمد لسوء التغذية يمكن أن يكون مدمراً، ويتمثل في تقزم النمو وضعف القدرات المعرفية وتدهور الحالة الصحية بشكل دائم، محذرًا من أن غياب الغذاء المغذي والمياه النظيفة والرعاية الطبية قد يؤدي إلى تضرر جيل كامل من الأطفال في غزة.
وأكد أن تقلص وصول المساعدات الإنسانية نتيجة الحصار المستمر يقوّض قدرة منظمة الصحة العالمية على دعم 16 مركزًا لعلاج سوء التغذية للمرضى الخارجيين، وثلاثة مراكز لعلاج المرضى الداخليين، بالإمدادات المنقذة للحياة.
وبيّن أن الإمدادات المتوفرة حاليًا لدى المنظمة داخل غزة لا تكفي إلا لعلاج 500 طفل فقط، وهو جزء ضئيل من الاحتياج الفعلي، مضيفًا أن المخزون داخل القطاع بات منخفضًا للغاية ويشمل أدوية ومستلزمات طبية حيوية، مثل المضادات الحيوية، والمحاليل الوريدية، وأدوية التخدير، والأنسولين، ومسكنات الألم، وأجهزة الاستنشاق.
وكشف أن أي شاحنات تابعة للمنظمة لم تدخل غزة منذ 18 مارس 2025، في حين تحتجز 31 شاحنة محملة بالإمدادات في مدينة العريش المصرية بسبب الحصار الإسرائيلي.
كما أوضح أن عمليات الإجلاء الطبي من القطاع ما تزال محدودة للغاية، حيث نُفذت فقط ثلاث عمليات منذ استئناف الأعمال العدائية في مارس، سمحت بإجلاء 123 مريضًا و187 مرافقًا للعلاج خارج غزة، بينما أكثر من 10 آلاف شخص ما زالوا بحاجة إلى الإجلاء الطبي العاجل.
