أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب في ساعة مبكرة من صباح الأحد 22 يونيو 2025، أن القوات الأميركية شنت هجوماً جوياً واسعاً استهدف ثلاث منشآت نووية إيرانية، شملت مواقع في فوردو ونطنز وأصفهان، مؤكداً أن العملية حققت “نجاحاً عسكرياً رائعاً”.
وقال ترامب إن عدة قاذفات استراتيجية من طراز “بي-2” أقلعت من قاعدة أميركية وعبرت المحيط الهادئ، وأسقطت حمولة كاملة من القنابل على موقع فوردو النووي، مؤكداً أن الموقع “انتهى تماماً”.
وأضاف أن جميع الطائرات الأميركية المشاركة في الضربة أصبحت خارج المجال الجوي الإيراني، مشدداً على أن “لا جيش في العالم يمكنه تنفيذ مثل هذه العملية سوى الجيش الأميركي”، مؤكداً أن “الآن هو وقت السلام”.
وحذّر ترامب إيران من أي رد انتقامي، قائلاً: “إذا ردت إيران، فستواجه قوة أكبر بكثير مما رأته الليلة”، واعتبر أن هذه الضربات “لحظة تاريخية للولايات المتحدة وإسرائيل والعالم”، داعياً طهران إلى الموافقة على إنهاء الحرب.
وفي مؤتمر صحفي لاحق من البيت الأبيض، أكد ترامب أن الضربات استهدفت قدرات إيران على تخصيب اليورانيوم، مكرراً أن منشآت فوردو ونطنز وأصفهان “دُمرت بالكامل”.
تفاصيل الضربات
ونقلت شبكة فوكس نيوز عن مصادر مطلعة أن منشأة فوردو استُهدفت بقنبلتين خارقتين للتحصينات، وأن الهجوم على هذا الموقع وحده تضمن استخدام ست قنابل من هذا النوع. وأضافت المصادر أن إسرائيل دمرت 75% من منشأتي نطنز وأصفهان، فيما أكملت الضربات الأميركية المهمة باستخدام صواريخ توماهوك.
وأكدت صحيفة نيويورك تايمز أن القاذفات الأميركية من طراز “بي-2” حلقت دون توقف لمدة 37 ساعة من ولاية ميزوري، وأسقطت قنابل خارقة للتحصينات بوزن 30 ألف رطل على موقع فوردو.
وأشار تقرير الصحيفة إلى أن وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) رصدت حدثاً حرارياً قرب منشأة فوردو قبل نصف ساعة من إعلان الضربات.
من جهتها، قالت مصادر إسرائيلية إن الطائرات الأميركية ألقت ما يقارب 30 طناً من المتفجرات على منشأة فوردو، فيما نقلت قناة إسرائيلية أن التقديرات تشير إلى أن الضربات الأميركية ألحقت أضراراً كبيرة بالمنشآت النووية الإيرانية.
التنسيق الأميركي الإسرائيلي
أفاد موقع أكسيوس أن إدارة ترامب أبلغت إسرائيل مسبقاً بالضربات الجوية، فيما نقلت شبكة “إن بي سي” أن قادة الكونغرس الأميركي أُطلعوا على الهجمات، دون إشراك لجان الاستخبارات. وكشفت شبكة “إيه بي سي” أن الولايات المتحدة وإسرائيل نفذتا تدريبات مشتركة قبل عام، تحاكي مثل هذا النوع من العمليات.
وأكدت مصادر لشبكة “سي بي إس” أن الهجوم لا يهدف إلى تغيير النظام في إيران، بل إلى تدمير قدراتها النووية ودفعها إلى التفاوض.
الموقف الإيراني
في المقابل، أكد مستشار رئيس البرلمان الإيراني أن المواقع المستهدفة كانت قد أُخليت منذ فترة طويلة. وقالت محافظة أصفهان إن الهجمات استهدفت منشأتي أصفهان ونطنز، بينما تصدت الدفاعات الجوية لأهداف معادية، وسمع دوي انفجارات في كاشان وأصفهان.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية أن المواقع المستهدفة لا تحتوي على مواد مشعة، وأن الأوضاع في منطقة فوردو طبيعية. بينما قال معلق في التلفزيون الرسمي الإيراني إن “كل مواطن أو عسكري أميركي في المنطقة أصبح هدفاً مشروعاً”.
وفي سياق متصل، أشارت صحيفة “تايمز” البريطانية إلى أن تنفيذ الضربات من قاعدة دييغو غارسيا يتطلب موافقة من الحكومة البريطانية، نظراً لأن الجزيرة تقع تحت السيادة البريطانية.